تغير واقع التنمية المحلية كثيرا بالولايات العشرة التي استحدثتها الدولة، سنة2021، بعدما كانت ولايات مُنتدبة منذ جوان 2015، من خلال إنجاز المشاريع التنموية وتقريب المواطن من الإدارة وفك العزلة، حيث استفادت هذه الولايات والتي من بينها ولاية أولاد جلال، من فرصة حقيقية لتحقيق تنمية محلية شاملة عبر استغلال مُختلف الإمكانيات المادية والبشرية والطبيعية المتوفرة.
سمحت قرارات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مطلع سنة 2021، بترقية الولايات المنتدبة إلى ولايات كاملة الصلاحيات، بالدفع بعجلة التنمية المحلية ووضع حد لمركزية القرارات وتفعيل الاستثمار المحلي وخلق بدائل ثروة جديدة، في ولاية أولاد جلال الصحراوية التي تتوفر على مساحات شاسعة ومُتناثرة.
وكان الهدف من ذلك تحسين الخدمة العمومية والتكفل الأمثل بانشغالات المواطنين وتحقيق تطلعاتهم في التنمية المحلية، ضمن مساعي للسلطات العمومية من أجل تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية محلية تتلاءم مع خصوصيات المنطقة، خاصة وان بلديات أولاد جلال الـ6 بعيدة عن الولاية الأم سابقا بسكرة، ويشرف على تسير الولاية، عيسى عزيز بوراس، بصفته واليا، وتتربع على مساحة 11410 كيلومتر مربع، تتكون من 6 بلديات هي أولاد جلال، الدوسن، الشعيبة، سيدي خالد، البسباس ورأس الميعاد.
وقد تم تكريسها كولاية كاملة الصلاحيات بموجب القانون رقم 19-12 المؤرخ في 11/12/2019 بعد 5 سنوات من استحداثها كمقاطعة إدارية سنة 2015 تبعا للتقسيم الإداري الجديد بموجب المرسوم الرئاسي رقم 15-140 المؤرخ في 27/05/2015 .
وتتواجد ولاية أولاد جلال، جنوب غرب الولاية الأم بسكرة، يحدها شمالا بسكرة وولاية المسيلة ومن الشرق بسكرة وولاية المغير ومن الجنوب ولاية تقرت وولاية الجلفة ومن الغرب ولاية الجلفة وولاية المسيلة.
ويبلغ عدد سكان الولاية 239111 نسمة الى غاية 31/12/2020، بكثافة سكانية متباينة تقدر بـ: 21.16 ساكن/كم2 حيث تكون كثافة عالية في مقرات الدوائر عكس باقي البلديات تكون منخفضة بحكم طابعها الريفي.
وتتميز ولاية اولاد جلال، بطابعها الفلاحي والرعوي، سيما الفلاحة الصحراوية كزراعة النخيل المنتجة لنوعية من التمور ذات جودة عالية على مستوى المنطقة التي يتم تصدير كمية معتبرة منها إلى خارج الوطن فتمور دقلة نور تعتبر من أجود أنواع التمور في العالم، ما شجع أغلبية المُستثمرين في القطاع الفلاحي على لتوجه لهذا النوع من الاستثمار، من جهة أُخرى نُسجّل توجه بعض الفلاحين الى استغلال المياه الجوفية العذبة لتطوير الفلاحة بحيث أصبح يتم إنتاج جميع الخضر والفواكه بكل أنواعها باستخدام التكنولوجيا والدراسات العلمية في الفلاحة.
أما الجانب الرعوي فسلالة كبش أولاد جلال العالمية تدل على أنّ المنطقة تتميز بطابع رعوي مُمتاز حيث يتم تربية المواشي بكافة أنواعها حيث يستقطب هذا النشاط الكثير من الموالين الذين يتوافدون على الولاية بغرض التجارة في هذا الميدان.
وكان رئيس الجمهورية قد شدد مُؤخرا، على ضرورة مواصلة مُتابعة مشروع استحداث ولايات منتدبة جديدة في الجنوب والهضاب العليا، على أن تستحدث، لاحقا، ولايات جديدة في شمال الوطن، بهدف تعميم التنمية المحلية وخلق الفضاءات الاقتصادية وتخفيف العبء على المواطن.
ويحرص مسؤولو ولاية أولاد جلال على مُتابعة المشاريع التنموية من خلال تكثيف خرجاتهم الميدانية للوقوف على وتيرة إنجاز المشاريع التنموية وتعزيز الخدمات العمومية الجوارية الرامية لتحسين الإطار المعيشي للمواطنين في قطاعات الصحة والتربية والموارد المائية والطاقة وكذا الأشغال العمومية، المُرتبطة مُباشرة بالحياة اليومية للساكنة.
