شراكات لنقل الخبرة وتطوير العلامة التجارية

الإنتاج المدرســي الوطني يرافق الأسـرة الجزائرية بثبـات

سعاد بوعبوش

 التصدير حلم يتحقق يطمح لمزيد من الدعم والمرافقة

سجلت المؤسسات الجزائرية عودة قوية في الإنتاج المحلي للأدوات المدرسية، عشية الدخول المدرسي، وحضرت في المعارض المنظمة على المستوى الوطني، بعلامات فارقة من حيث نوعية المنتوج وجودته وتنافسيته مقارنة بالمواد المدرسية المستوردة، وهذا بهدف التخفيف على المواطن ومراعاة قدرته الشرائية، ناهيك عن البحث عن إثبات وجودها وللتأكيد على قدرتها في تغطية الطلب الوطني في حال فسح لها المجال وتم تقدم الدعم والمرافقة اللازمين من أجل تقديم وتسويق المنتوج الوطني الذي صار يحظى بالقبول والثقة من المستهلك الجزائري في السنوات الأخيرة واستعادة مكانته.

سلطت “الشعب” الضوء على المنتوج الوطني من خلال معرض الدخول المدرسي “المسيد” المنظم تحت شعار “كلنا من أجل التلاميذ”، من طرف الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير، فرع مجمع “صافكس”، بعد أن كثر الحديث عن غلاء الأسعار وربط ذلك بقلة العرض، لنجد المؤسسات الوطنية في الموعد وتثبت وجودها وتؤكد مرافقتها للأسرة الجزائرية متبنية في ذلك مقاربة الجودة، النوعية والتنافسية لحماية القدرة الشرائية من أي استغلال، وكقيمة مضافة في خدمة الاقتصاد الوطني.

«فابس” أقلام جزائرية بخبرة ألمانية

وجهتنا الأولى كان جناح علامة “فابس” وهي الشركة التي تنشط في مجال حفظ الملفات والأرشفة منذ 1982 ببريان ولاية غرداية، بحسب الشروحات المقدمة من طرف مصطفى أبو الصديق مدير المبيعات، والذي أوضح أن المؤسسة منذ خمس سنوات بدأت في صناعة الأقلام بمختلف أنواعها الجافة والحبرية، وهذا بعد نقل الخبرة والمعرفة من الخارج عن طريق الاستيراد أولا ثم عقد شراكة مع العلامة الألمانية “شنايدر” من أجل صنع نموذج جزائري، في حين يبقى الحبر المادة الوحيدة التي تستورد من ألمانيا، وهذا لغياب مادة محلية الصنع رغم وجود إمكانية لذلك بحسب ما أكده الكثير من الكيمائيين.
وقد نجحت المؤسسة في فتح عدة فروع لها منها فرع ببني مراد بالبليدة لإنتاج الأقلام، وفرع حمادي المختص في حفظ الملفات والأرشفة، وفرع آخر بالدار البيضاء لإعادة البيع لمحلات التجزئة.
ويرى أبو الصديق أن المؤسسات الجزائرية قادرة على تلبية الطلب الوطني فيما يخص إنتاج المواد والأدوات المدرسية حتى في وقت الذروة على غرار الدخول المدرسي، أين يزيد الإقبال على هذه المواد، شرط توفر الدعم من الدولة، خاصة في مجال حماية المنتوج الوطني الذي يتوفر على النوعية والجودة والسلامة الصحية من خلال استعمال مواد غير سامة ليقابل بمنافسة غير عادلة من منتوجات مستوردة رخيسة تفتقد حتى لمعايير الأمن والسلامة ولمعايير الجودة.
وأوضح المتحدث أن ضمان المنافسة “الملكية” العادلة من شأنها أن تضع كل منتوج في مكانه المناسب، ويبقى المستهلك هو من يحدد أحسن منتوج، مشيرا بالقول: “لقد لمسنا من خلال مشاركتنا في مختلف المعارض الجوارية إقبال كبير على المنتوجات الوطنية ثقة به ودعما له”.
وأشار مدير مبيعات شركة “فابس”، أن منتوجات المؤسسة موجودة بمختلف المحلات الوطنية عبر الوطن، وبأسعار معقولة وفي المتناول ومن خلال هذه المعارض يتم البيع بسعر من المصنع إلى المستهلك من أجل استهداف شريحة أكبر من المستهلكين، ناهيك عن القيام بعمليات تصدير بسيطة، لكنها طموحة إلى كل من ليبيا، موريتانيا والسينغال، خاصة مع وجود الاهتمام لتنويع حزمة المنتوجات لتشمل مواد أخرى مستقبلا.
وبخصوص التغليف والتعبئة، أشار أبو الصديق إلى وجود شركات مناولة محلية هي من تقوم بتغطية احتياجات الشركة من مختلف الأنواع والأحجام، مع مراعاة الثقافة والهوية والرموز الوطنية في استعمال الصور التي ترمز إلى “صنع في الجزائر”، وهذا لما تحمله من رسالة للمستهلك بطريقة غير مباشرة.
وبخصوص صناعة الكراريس، قال المتحدّث أن هذا مجال آخر تعمل فيه شركات أخرى، لأنه مجال صعب ويحتاج الى الكثير من التجهيزات والتقنيات.

«أم سي سبور”.. تجربة حديثة لإنتاج الحقيبة والمقلمة المدرسية
 
وبجناح شركة “أم سي سبور” التي تعرض مختلف أنواع الحقائب والمقلمة المدرسية والرياضية، التقينا كلّونسرين عون تجاري بالشركة التي أنشئت سنة 2008، وبدأت بالاستيراد في بداية نشاطها، إلا أنها اختارت الدخول في الإنتاج المحلي للمحافظ والمقلمات المدرسية منذ سنة، غير أنها تعتمد في إنتاجها على مواد أولية مستوردة، وهي تطمح لإنتاج منتوج 100 بالمائة جزائري خاصة مع التوجه نحو تخفيض الاستيراد. وأوضحت “كلّو” أن الشركة تشارك في هذه التظاهرة بمنتوجها المحلي وكذا المستورد، وبأسعار تنافسية تراعي القدرة الشرائية للمواطن، مشيرة إلى أنه من خلال الميدان المؤسسات الجزائرية تؤكد يوما بعد يوم قدرتها على تقديم الجودة وتغطية الطلب الوطني وبأسعار جد جيدة وفي المتناول من شأنها أن تنافس المنتوجات المستوردة، حيث تتراوح أسعار المحافظ بين 900 إلى 3500 دج وبالنسبة للمقلمات فتترواح الأسعار بين 200 إلى 500 دج، وهي حاليا تقوم بتوزيع وتسويق منتوجها على مستوى 58 ولاية بما فيها المنتوج المحلي.  

«ماستر تراب”.. منتوج يراعي صحة وسلامة الطفل المستهلك

وبجناح شركة “ماستر تراب “ التي بدأت في مجال الاستيراد سنة 1999 في ميدان الورّاقة، وتشارك في المعرض بمنتوج وطني يتمثل في الأقلام الملونة والرصاص وكذا الأقلام الجافة، أكد محمد فخار مسؤول التسويق والتطوير، أنه بعد توجه الدولة الرامي إلى تشجيع المستوردين على التحول نحوالإنتاج الوطني، تم الانخراط في هذا المسعى من خلال إنشاء مصنع متخصص في إنتاج أقلام الرصاص والأقلام الملونة وكذا السيّالة، مشيرا إلى وجود طموح كبير للدخول في مجال الكتابة.
وحسب المتحدث تراعي الشركة في منتوجها الجودة رغم اعتمادها على الاستيراد في التزود بالمادة الأولية، وهذا لأن هذا المنتوج هو موجه أولا وأخيرا للأطفال، لهذا تحرص المؤسسة على النوعية والجودة وتتأكد من ذلك من خلال مخابر الدولة لتفادي أي تسمم بهذه المواد، وكذلك الأمر بالنسبة للأسعار فهي الأخرى مقاربة لا يمكن إهمالها لأن المنتوج يسوق في السوق الوطنية.
وأكد المتحدث أن من خلال مشاركتهم لسنتين متتاليتين بهذا النوع من التظاهرات والأسواق الجوارية تم اعتماد السعر من المصنع إلى المستهلك ناهيك عن ضمان الوفرة خاصة في ظل التوجه نحو تخفيف الاستيراد وتغطية الطلب الوطني.
من جهة أخرى أشار فخار إلى أن المؤسسات الوطنية بحاجة إلى دعم من الدولة على غرار توفير العقار الصناعي من أجل الذهاب نحو توسيع المصانع والمشاريع الإنتاجية، تقديم التسهيلات في إنتاج أو استيراد المواد الأولية التي تدخل في سلسلة الإنتاج، ناهيك عن التحكم في المواد المستوردة التي لا تخضع لمعيار المنافسة الشريفة فهي بحاجة إلى ضبط الاستيراد أكثر وعدم السماح بغزو المنتجات المغشوشة أو التي لا تتوفر على الجودة والنوعية المطلوبة من غزو السوق الوطنية.
 ففي كل الحالات يؤكد المتحدّث أن الهدف من هذه المقترحات هو تأمين صحة وسلامة المواطن المستهلك وكذا حماية المنتوج الوطني، ناهيك عن المساهمة في استحداث مناصب عمل جديدة وخلق الثروة التي تنعكس بالضرورة على النمو الاقتصادي والمساهمة في الدخل الوطني.

«تنتكس”..غلاف سحري وأكياس لمحاربة التلوث البلاستيكي

مؤسسة “تنتكس” القادمة من ولاية سطيف تنشط في مجال إنتاج الأكياس الصديقة للبيئة والتي تعتمد على أقمشة “البولي بروبلين” كمادة أولية إلى جانب دخولها مجال إنتاج الأغلفة المدرسية منذ سنتين، وهي نموذج للمؤسسات التي اختارت الإنتاج الوطني لتكون قيمة مضافة في الاقتصاد الوطني ببعد ايكولوجي طموح منذ نشأتها سنة 2012 خاصة وأنها من ساهمت في تلبية السوق الوطنية بـ«الكمامات” خلال أزمة كوفيد. وشاركت “مؤسسة “تنتكس” في صالون “الدخول المدرسي” بمجموعة من النماذج المتعددة الأنواع لتلبية مختلف الأذواق واستهداف أكبر شريحة ممكنة من المستهلكين من خلال منتوجات خفيفة وسهلة الاستعمال وبأسعار تنافسية، ناهيك عن ضمان الجودة والنوعية.
 واستقطب منتوج الأغلفة المدرسية غير القابل للاشتعال ولا للتمزق أو التلف انتباه الأولياء خاصة بعد تقديم التجربة أمام أعينهم وهو ما استحسنوه كثيرا، ناهيك عن بيعه بسعر معقول جدا وهو20 دج.
وحسب أنور خليفي المندوب التجاري بالمؤسسة، تعد منتجات “تنتكس” بمثابة حلول ضد التلوث الناتج عن استعمال مادة البلاستيك، من خلال طرحها لأكياس صديقة للبيئة بنسبة 100%وهي عبارة عن قماش غير منسوج بجودة عالية وقابل لإعادة الاستخدام ولفترة طويلة، ناهيك عن قابلية الرسكلة والتثمين في حال التخلص منها.
وبالفعل عرفت أكياس التسوق غير المنسوجة والمصنوعة من قماش غير منسوج عالي الجودة اقبالا هي الأخرى من الجمهور المتوافد على المعرض، خاصة وأنها معروفة بخفتها بالإضافة إلى مقاومتها الاستثنائية للأحمال الثقيلة لغرض الاستخدام طويل الأمد، والتي تعتبر بديلا حقيقيا للكيس البلاستيكي، ومن السهل إنتاجها بسعر تنافسي للغاية.
وحسب خليفي ترجع تنافسية الأسعار إلى نوعية المادة الأولية المستعملة والمستوردة من الصين والتي أوضح آنفا أنها تتمثل في الأقمشة غير المنسوجة، أو المغزولة، وهي مادة تستعمل كثيرا في مجال التعبئة والتغليف، لأنها تتكيف مع الاحتياجات في بيئة تنافسية، ناهيك عن كونها مقاومة ما يجعلها عنصرا مثاليا لحماية أي نوع من المنتجات المراد نقلها.
في المقابل فإن تنوع الألوان والطباعة وسهولة التعامل معها يتيح لها إضفاء لمسة شخصية ومميزة وتخاطب الهوية الوطنية على غرار الزليج الجزائري، ورموز النسيج الأمازيغي وهذا إرضاء لكل الأذواق بحسب الشروحات المقدمة لنا بجناح المؤسسة، لهذا فالمستهلك الذي يشتري الأغلفة السحرية غير القابلة للاشتعال أو القطع يلجأ لشراء هذه الأكياس من أجل نقلها وبسعر رمزي أيضا لا يتعدى 20 دج.
وأوضح خليفي أن المؤسسات الجزائرية تضع نفسها في خدمة الاقتصاد الوطني والمستهلك المحلي، كما أنها قادرة على التحدي والابتكار والتكيّف مع المستجدات الاقتصادية بتقديم منتوجات ذات نوعية وجودة مطابقة للمعايير العالمية وقادرة على المنافسة، مشيرا إلى الشروع في خوض غمار التصدير، حيث كانت البداية بالتصدير نحو تونس.
 فيما تتجه الأنظار -بحسب المتحدث- نحو افريقيا سيما بعض الدول التي ألغت التعامل بمادة البلاستيك على غرار رواندا وتنزانيا وهو ما يتماشى وطبيعة منتوجاتها الصديقة للبيئة، والتي يطمحون أن يكون لها نفس القبول الذي حققته سواء في الجزائر أو تونس خاصة وأنهم يقدمون حزمة من المنتوجات التي تلبي حاجيات قطاعات أخرى كالصحة على غرار “الشاش الطبي” أو الفلاحة “الشاش الزراعي” لتغطية العراجين والتمور وكذا الخضر والفواكه، آملا أن تحظى المؤسسات الوطنية الطموحة بمرافقة ودعم من الدولة حتى تكون فعلا قيمة مضافة وتساهم في خلق الثروة ولما لا الذهاب نحو التوسعة واستحداث مناصب شغل جديدة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024