كشف الأستاذ بوهيشة المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن عدد الباحثين على مستوى مراكز البحث بلغت حوالي 2100 باحث، معتبرا أن هذا الرقم مازال غير كافي مقارنة بما يعتد به في الخارج، ولم يخف أنه على الأقل ينبغي أن يقفز هذا العدد إلى ما لا يقل عن 5.000 باحث، في حين براءات الاختراع تضاعفت من 98 إلى 310 براءة اختراع تم إيداعها في عام 2022، وهذا الرقم حسب تقديراته، مرشح أكثر للارتفاع إلى 1000 براءة اختراع، مع نهاية العام الجاري.
تحدث المدير بوهيشة، عن مشاريع شراكة سيتم إنجازها مع الأجانب، لكنها مازالت لم تنطلق بعد، ومن بينها مشاريع شراكة مع دول شقيقة وصديقة مثل تونس وموريتانيا وجنوب إفريقيا،، بينما بخصوص مراكز البحث يتواجد بها الباحثون الدائمون فقط، علما أن نشاط البحث يقوم به كذلك الأساتذة الباحثون، على مستوى مخابر بحث جامعية والمنتشرة عبر مختلف جامعات الوطن ويسجل 1710 مخبر بحث، وتضم هذه المخابر أزيد من 44 ألف أستاذ جامعي منخرطين في هذه المخابر، إضافة إلى حوالي 21 ألف طالب دكتوراه، مما يشكل قدرة علمية هائلة، أي من حوالي 46 إلى 65 ألف باحث على مستوى الجامعات، وهو أستاذ باحث يقوم بنشاط بحثي بالموازة مع نشاط تدريسي يدرس بالجامعات.
الأرضيات التكنولوجية ورهان على ترقية الصناعة
ويرى الأستاذ بوهيشة أنه بهدف ترشيد النفقات وفتح مجال البحث وتفعيل الاستثمارات البحثية أمام المتعاملين الاقتصاديين يوجد ما يطلق عليه المصالح المشتركة للبحث العلمي ولديها عدة صفات من بينها الأرضية التكنولوجية ويتوفر لديهم حوالي 13 منصة على أرض الواقع وليست افتراضية، أي أرضيات تكنولوجية موجودة على مستوى الجامعات ومراكز البحث، وتم الاستثمار فيها مع وضع عدة تجهيزات علمية وتكنولوجية على مستواها من أجل القيام بعدة أشغال تندرج البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، وعلى سبيل المثال إذ أخذنا الأرضية التكنولوجية للنمذجة على مستوى مركز البحث في التكنولوجيات المتقدمة في بابا حسن، فهذا يحتوي على آلة تعد الوحيدة في إفريقيا تستطيع أن تعمل النمذجة بمراحل، أي يمكن منحها هاتف نقال يمكنها أن تصنع مثله، لأنه يستعمل عادة في الهندسة العكسية، ويمكن أن يتم صناعة أي شيء، فمثلا في الأرضية التكنولوجية المتواجدة بجامعة سيدي بلعباس، للتكنولوجيات الصناعية، يمكن أن يصنع على مستوى هذه الأرضية كل شيء، سواء بالحديد، لأنه توجد أرضيات تكنولوجية تصنع بالبلاستيك، ونأخذ على سبيل المثال الأرضيات التكنولوجية على مستوى مركز البحث للبيوتكنولوجيا، وتعد مصالح مشتركة يوجد على مستواها الأرضية التكنولوجية ومراكز التحليل الفزيائي الكيمائي أي يسجل حوالي 9 مراكز، مزودة بأحد الأجهزة من أجل تحليل أي سائل أو صلب أو غازي لعدة احتياجات سواء احتاجها القطاع الاقتصادي في حالة رغبته في تحليل مواد أو الباحثين لدى محاولة تطويرهم لمواد معينة.
18 مركزا محوسبا
ومن ضمن النماذج الأخرى للمصالح المشتركة والمتمثلة في حاضنات الأعمال الموجودة على مستوى مراكز البحث، تطرق الأستاذ إلى الحاضنات المؤسسة بقرار وزاري مشترك، أي 42 حاضنة رأت النور، بينما الموجودة في طور الإنجاز تصل إلى 52، وينتظر أن يبلغ إجمالي الحاضنات نحو 94 حاضنة، مشيرا إلى الأهمية القصوى لهذه الحاضنات في مرافقة الطلبة خاصة المقبلين على التخرج لإنشاء مؤسساتهم الناشئة، من رواد الأعمال ومن ثم تكريس ثقافة ريادة الأعمال على مستوى الجامعات، ويندرج هذا في إطار تجسيد القرار الوزاري رقم 12- 75، في ظل وجود لجنة تقوم بالعملية وتعد هذه الأخيرة مصلحة مشتركة، ومن ضمن هذه المصالح المشتركة قال الأستاذ بوهيشة، أن كل المراكز تتولى مهمة الحوسبة المكثفة، لأنه توجد بعض التطبيقات تتطلب حوسبة مكثفة أي حوالي 16 مركزا محوسبا، وهذا يتمثل في الإطار العام. ومن جهة أخرى ومن ناحية التقييم والمتابعة يسجل أربع وكالات موضوعاتية للبحث، وتتعلق بهيئات وساطة بين المديرية ومختلف هيئات البحث، وبين الهيئات التي تقوم بتنفيذ البحث، وهذه الوكالات تطرح دعوة إلى مشاريع البحث وتقييمها مع تثمين نتائج البحث، بالأضافة إلى هيئة أخرى وتتمثل في الوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث، مهمتها تثمين مخرجات البحث العلمي وتطوير التكنولوجي.
وفي رده على سؤال يتعلق بعدد براءات الاختراع، أعلن المدير الأستاذ بوهيشة أنه تم تسجيل في عام 2022 قفزة نوعية في براءات الاختراع، لأنها بلغت حوالي 310 براءة اختراع في كل المجالات، وبخلاف ذلك لم تتجاوز في 2021 نحو 98 براءة اختراع مودعة، وللإشارة فإن العدد تضاعف 3 مرات، وكما ينتظر مع تطبيق التعليمة الوزارية شهادة جامعية وبراءة اختراع ومؤسسة ناشئة، يرشح أن يقفز العدد في عام 2023، إلى 1000براءة اختراع مودعة.
