أحياء تغرق في الأوحال..وغياب الكهرباء والغاز

الـوجـه الآخر لمـديـنــة عــين الملـح بالمـــســيـلــة

المسيلة: عامر ناجح

يعيش العديد من سكان قرى بلدية عين الملح بالمسيلة، جملة من المشاكل بسبب غياب التنمية بمنطقتهم، ولعل أهم ما ينغّص عليهم حياتهم، هو القطاع الصحي الذي ما يزال يعرف عدة نقائص أثّرت سلبا على صحتهم، وأثقلت يومياتهم.
 من بين المشاكل التي ما تزال تؤرق المواطن بعين الملح، وطال أمد انتظار حلول لها، تدهور وضع القطاع الصحي الذي فرض على المواطنين اللجوء إلى المصحات الخاصة، وإلى المستشفيات البعيدة لأجل أبسط العمليات الجراحية.

مطالب مستعجلة لتدارك نقائص الصّحة

 يتكبّد سكان بلدية عين الملح العديد من المشاق لأجل الظفر بالعلاج أو أبسط ضروريات العلاج، على الرغم من وجود مستشفى بالمنطقة، إلا أنه يفتقر لإجراء أبسط العمليات الجراحية في ظل غلق قسم الجراحة، وعدم توفر الأطباء في العديد من التخصّصات، خاصة منها تلك المتعلقة بطب أمراض النساء والتوليد.
وضعية دفعت فعاليات المجتمع المدني ببلدية عين الملح، إلى مراسلة السلطات لأجل التدخل العاجل لفتح جناح الجراحة، وتعيين أطباء أخصائيين في طب وجراحة النساء، وكذا إيفاد لجنة تحقيق وزارية للنظر في الوضع الكارثي الذي آلت إليه خدمات مستشفى عسلي محمد.
وطالبت فعاليات المجتمع المدني، في رسالة موجهة إلى وزير الصحة وجميع الفاعلين بالولاية، من أجل النظر في غلق قسم الجراحة وعدم برمجة أي عملية جراحية منذ شهر مارس الماضي، رغم وجود ثلاث أجنحة للجراحة جاهزة، وعشرة أطباء جراحين، بالإضافة إلى أطباء الإنعاش، مع توفر جميع الإمكانات، لكن النشاط معدوم في ظل وجود مئات الملفات التي تنتظر إجراء عمليات جراحية، بالإضافة إلى مطلب إيجاد حل لعدم وجود أطباء في أمراض جراحة النساء والتوليد، على الرغم من عدم وجود عيادات خاصة تلجأ إليها حوامل البلديات الخمسة التابعة لدائرة عين الملح التي ما زال سكانها يعانون من التنقل إلى المستشفيات التي تبعد عنهم بأكثر من 50 كلم عبر طرقات مهترئة.

مطالب تربوية وشبابية

 طالبت جمعية أولياء التلاميذ مكتب دائرة عين الملح، في رسالة موجّهة إلى والي الولاية، بإنشاء فرع بمتوسطة في حي طريق القرية، يخفف الاكتظاظ الذي تعانيه المتوسطة، خاصة وأن التلاميذ المقيمين بحي طريق القرية ببلدية عين الملح، والذين يدرسون بمتوسطة العقيد عميروش البعيدة عن مقر سكناتهم، وهذا ما يتطلّب إنشاء فرع للمتوسطة بالحي، خاصة وأنه من أكبر الأحياء كثافة سكانية، بعد توزيع السكنات الاجتماعية وتوزيع أكثر من 200 قطعة ترابية، بالإضافة إلى أنّ الأمر يزداد سوءا مع بداية فصل الشتاء، حيث يضطر العديد من التلاميذ إلى الانقطاع عن الدراسة بسبب الأحوال الجوية، وهو ما يساهم بشكل كبير في إضعاف التحصيل العلمي للتلاميذ، يضاف إلى هذا الاكتظاظ الحاصل في متوسطة العقيد التي تستقبل أزيد من 800 تلميذ متمدرس.
وترى جمعية أولياء التلاميذ، أنّ فتح الفرع سيخفّف نوعا ما من الاكتظاظ، ويمنح التلاميذ القدرة على التركيز في الدروس وتحقيق نتائج إيجابية، من شأنها الرقي بالمتوسطة وتشريف عين الملح في الامتحانات الرسمية.
وفي ذات الشأن، يعاني قطاع الشباب بعين الملح، من انعدام المرافق الرياضية وعدم تهيئتها إن وجدت، فالبلدية بها ملعب ما يزال على حاله الترابية، على الرغم من وجود فريق رياضي يمثل كرة القدم حقّق إنجازات، إلا أنه ما زال يلعب خارج قواعده في العديد من المقابلات الرسمية، بالإضافة إلى هذا، يرفع العديد من شباب الأحياء لأجل توفير ملاعب جوارية معشوشبة على غرار حي البساتين وحي 08 ماي 1945.
وتعاني العديد من أحياء بلدية عين الملح من الافتقار إلى أبسط ضروريات الحياة، ما دفع بكثير من سكانها إلى النزوح، أو البحث عن طرق أخرى لتوفير مختلف النقائص على غرار تسوية الطرقات بالطرق التقليدية، أو الربط العشوائي للكهرباء من أماكن بعيدة، لكن معاناتهم تتواصل وتزداد حدة مع بداية كل فصل شتاء، في ظل غياب غاز المدينة واعتمادهم على قارورات غاز البوتان.
ولعل من بين الأحياء التي ما تزال تكابد العناء، حي الورود، طريق ورير الذي يفتقر إلى الكهرباء، الغاز، شبكة الصرف الصحي والماء الشروب، وعلى الرغم من التعداد الكبير لسكان الذي فاق 200 عائلة، حيث بات شغلهم الشاغل التكفل بالنقائص التي عكّرت صفو يومياتهم على غرار عدم توفر الماء الشروب، مما يضطرهم في كل مرة إلى اقتناء صهاريج المياه بأسعار خيالية، يضاف إلى هذا انعدام الكهرباء، الذي حتم على الكثير منهم ربط منازلهم بالأسلاك الكهربائية بشكل عشوائي، معرّضين أولادهم إلى خطر التكهرب، خاصة وأن العديد من هاته الأسلاك يلامس الأرض، أو يتعرض للانقطاع في حال وجود عواصف، إضافة إلى إتلاف العديد من الأدوات الكهرومنزلية بسبب ضعف شدة التيار الكهربائي..يحدث كل هذا على الرغم من نقل المواطنين انشغالاتهم إلى السلطات المعنية في العديد من المناسبات دون جدوى تذكر.
وفي ذات الشأن، يشكو سكان الحي من عدم وصول غاز المدينة إلى سكناتهم، ممّا يضطرّهم، على الدّوام، إلى البحث عن قارورات غاز البوتان عبر رحلات طويلة، متحمّلين شقاء حملها لمسافات معتبرة، وأحيانا يضطرّون إلى تلتّنقّل نحو المناطق المجاورة، نتيجة ندرة قارورات البوتان ومشاق الحصول عليها.
ويطالب سكان الحي الجهات المعنية، بضرورة ربط حيهم بقنوات الصرف الصحي للقضاء على معاناتهم مع حفر الترسيب، وما ينجر عنها من مخاطر في فصل الصيف من انتشار الناموس والحشرات الناقلة للأمراض والأوبئة.
وليس ببعيد عن الحي المذكور آنفا، يرفع سكان حي الرايصة نفس الانشغالات، وهو الحيّ الذي يحصي أزيد من 450 عائلة من دون كهرباء ولا غاز، رغم المراسلات والمناشدات للمسؤولين على أمل انتشالهم من قوقعة البحث عن قارورات غاز البوتان، والقضاء على التوصيلات العشوائية للكهرباء.
وبحسب سكان الرايصة أو ما يعرف بحي البساتين، فإنّهم يعانون من الوضع، خاصة وأنهم يعيشون الويلات في فصل الشتاء، نتيجة انعدام الغاز الطبيعي الذي يضمن لهم الدّفء، ما يحتم عليهم جلب قارورات الغاز من مناطق أخرى بعيدة، وهو ما أثقل كاهلهم جرّاء المتاعب التي يتلقونها أثناء نقل قارورات الغاز إلى سكناتهم، إضافة إلى انعدام شبكة الكهرباء، حيث يعتمد سكان الحي على جلب الخيوط العشوائية من أماكن بعيدة، والتي أصبحت تشكل خطرا وتهديدا حقيقيا خاصة عند هبوب الرياح القوية وتساقط الأمطار.
يضاف إلى جملة هذه المشاكل غياب التهيئة الحضرية للحي، والذي يتحول بمجرد سقوط أولى زخات المطر إلى برك مائية يصعب التنقل فيها سيرا على الأقدام، وحتى السيارات التي تجد صعوبة كبيرة في السير.

سكان الحي العريق يطالبون بالتّهيئة الحضرية

ما تزال معاناة الحي العريق المعروف باسم حي  «المقسم» ببلدية عين الملح، متواصلة في ظل انعدام مختلف ضروريات الحياة، مع أنه يعتبر من أقدم وأعرق الأحياء على مستوى البلدية، وقد شهد توسيعات عمرانية، إلا أن سكانه ما يزالون محرومين من التهيئة الحضرية، وتبقى شوارع «المقسم» مجرد مسالك ترابية.
وأكّد السكان أنّ الحي يعاني وضعية مزرية منذ العديد من السنوات، دون إيجاد حل لمشاكلهم على الرغم من طرق العديد من الأبواب، إلا أن حالهم ما تزال دون تغيير يذكر، فأبرز سمات الحي، الغبار صيفا والحفر والبرك المائية شتاءً، ما دفع بكثير من أصحاب المركبات إلى التخلي عن نشاط النقل بالحي، نظرا للاهتراء الشديد للطرقات وتكبدهم خسائر في قطع الغيار، حيث يضطر السكان في كل مرة إلى تسوية الطريق بالطرق التقليدية.
يضاف إلى هذا، مشكلة لا تقل أهمية عن الأخرى، تتمثل أساسا في تدهور قنوات الصرف الصحي التي تكاد تخرج إلى الهواء الطلق، مما يشكل أخطارا على الأطفال بسبب الروائح الكريهة، والانتشار الكبير لأسراب الذباب والناموس الناقل للأمراض والأوبئة.
ويرفع سكان حي الرايصة مطلبا آخر، يتعلق بتوسعات شبكات الكهرباء نظرا للتوسع العمراني للحي، وظهور العديد من المنازل الجديدة التي تتطلب ربطها بالكهرباء والغاز، بالإضافة إلى توفير الإنارة العمومية ليتسنى لهم الخروج ليلا لأداء صلاتي العشاء والفجر دون خوف من الكلاب المتشرّدة أو العقارب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024