فقدت الكرة الجزائرية يوم الأربعاء الماضي أحد اللاعبين الذين تألّقوا بشكل كبير..إنّه الفقيد لهلالي عكاك الذي وافته المنية عن عمر ناهز ال 65 سنة، حيث كان من خيرة المدافعين الذين أنجبتهم مدرسة نصر حسين داي، وساهم كثيرا في صعود اسم هذا الفريق في سماء كرة القدم ببلادنا.
ورأيت أنّه من المنطقي أن نخصّص هذه المساحة اليوم للمدافع البارع المرحوم لهلالي عكاك، الذي عرف بشخصيته القوية فوق الميدان من خلال طريقة لعب مميّزة، التي كان لا يترك فيها أيّة فرصة لمهاجمي الأندية المنافسة، ويعتبر «صخرة حقيقية» للخط الخلفي لناديه، خاصة وأنه شكّل ثنائيا من مستوى كبير مع زميله المرحوم محمد خديس.
فكل المهاجمين في الأندية المنافسة كانوا «في حيرة» عندما يواجهون النصرية التي تضم في صفوفها الثنائي عكاك – خديس، بالنظر للقوة الكبيرة التي كانت تميّز هذا الثنائي الذي أعطى «صبغة»، خاصة للمنظومة الدفاعية لنصر حسين داي التي كانت تعرف كثيرا في السبعينيات أنها فريق يحسن الدفاع.
المرحوم عكاك من مواليد 16 جويلية 1952، تخصّص في الدفاع بفضل إمكانياته البدنية والفنية وتركيزه الكبير طيلة أطوار المباراة، وبقي وفيّا لناديه نصر حسين داي الذي كان دائما في الواجهة، لا سيما في المقابلات الكبيرة. كما أنّه يقدّم نصائح للاعبين الشبان فوق الميدان، حيث أنّه كان قائدا حقيقيا من أجل إعطاء الفعالية لإستراتيجية المدرب.
وكل عشّاق الكرة الجزائرية مازالوا يتذكّرون التشكيلة
«المثالية» لأصحاب الزي الأحمر والأصفر آنذاك التي فرضت الاحترام بفضل لاعبين كبار على غرار نعيم، قنون، أوشان، ساحلي، ايغيل، خديس، فرقاني...الذين كان أغلبهم ضمن المنتخب الوطني قبل أن يفتحوا الأبواب لجيل جديد كان «أحسن خلف لأحسن سلف»، حيث كانت الموجة الجديدة التي تتكوّن من قندوز، ماجر، مرزقان...
وبفضل العمل الكبير الذي قدّمه ضمن ناديه استدعي لهلالي عكاك إلى المنتخب الوطني في 4 مناسبات، حيث لعب أول مباراة دولية أمام منتخب مالطا يوم 15 مارس 1972، في حين أنّ آخر مباراة له مع الفريق الوطني كانت يوم 14 فيفري من عام 1973.
وكان الفقيد محبوبا في حي حسين داي أين ترك صورا لا تنسى في الملاعب، وكذا في حياته العادية خارج المستطيل الأخضر.