الجميع مسؤول

نور الدين لعراجي
10 ديسمبر 2017

يسقط الكثير من المبدعين في داء الارتجال والطبع المستعجل لأعمالهم الأدبية المختلفة، فنراهم يستبقون ذلك، حتى يضمن لهم الولوج إلى المشهد الأدبي من باب الكم على حساب النوع وأقصد هنا بالكم تلك الكتب التي كثيرها لا يصطلح عليها بإسم «خير جليس في الأنام كتاب»، لأنها تفتقد إلى الكثير من الأشياء أولها الأخطاء اللغوية والنحوية، عدم وجود مضامين فنية ولا جمالية، في تلك الكتب، لا تؤدي رسالة أدبية بمعنى النسق الأكاديمي، فتراها لا تحمل في طياتها لا فكرة ولا مضمونا، بل في الغالب هي حالة تراص غير منتظم من المفردات.
صحيح أن المبدع يتحمل الجزء الأكبر من هذا التسرع في النشر لأنه مهما بلغ العمل جودته، فإن مروره على لجنة القراءة حتمية وضرورية، حتى يتفادى السقوط في الإجترار والأخطاء النحوية والاملائية والتكرار لذلك الكاتب أو المبدع أو صاحب الاصدار عليه التوخي لما يتعلق الأمر بنشر عمل ما، لأن الكتاب سيحمل إسمه الأدبي ويكون مرجعا في الجامعات أو المدارس وغيرها من المرافق الآخرى.
إذن مرور المخطوط على لجنة قراءة تتكون من مجموعة أساتذة في الاختصاص سيضيف الكثير من المشاكل وعندما يخرج المولود أو الباكورة الشعرية أو القصصية إلى المشهد، تكون حاملة لقيمتها الجمالية.
الأمر هذا لا ينفي أيضا تورط دور النشر التي تبحث عن الربح السريع، ضاربة عرض الحائط الاحترافية والمهنية في إختيار العناوين والاصدارات، ويظل بعضها يلهث وراء الطبع دون أن يكترث إلى تحسين المستوى الجيد للأعمال وهي مصيبة أخرى، يترتب عليها الالتزام المهني.
إذ عليها تفعيل هذه اللجان ولا تسمح لهؤلاء المتطفلين بركوب موجة الشهرة دون الامتثال للسلوك الفني والأدبي الذي هو سمة الكاتب  سواء في نصوصه أو في معاملاته مع الآخر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024