يسقط الكثير من المبدعين في داء الارتجال والطبع المستعجل لأعمالهم الأدبية المختلفة، فنراهم يستبقون ذلك، حتى يضمن لهم الولوج إلى المشهد الأدبي من باب الكم على حساب النوع وأقصد هنا بالكم تلك الكتب التي كثيرها لا يصطلح عليها بإسم «خير جليس في الأنام كتاب»، لأنها تفتقد إلى الكثير من الأشياء أولها الأخطاء اللغوية والنحوية، عدم وجود مضامين فنية ولا جمالية، في تلك الكتب، لا تؤدي رسالة أدبية بمعنى النسق الأكاديمي، فتراها لا تحمل في طياتها لا فكرة ولا مضمونا، بل في الغالب هي حالة تراص غير منتظم من المفردات.
صحيح أن المبدع يتحمل الجزء الأكبر من هذا التسرع في النشر لأنه مهما بلغ العمل جودته، فإن مروره على لجنة القراءة حتمية وضرورية، حتى يتفادى السقوط في الإجترار والأخطاء النحوية والاملائية والتكرار لذلك الكاتب أو المبدع أو صاحب الاصدار عليه التوخي لما يتعلق الأمر بنشر عمل ما، لأن الكتاب سيحمل إسمه الأدبي ويكون مرجعا في الجامعات أو المدارس وغيرها من المرافق الآخرى.
إذن مرور المخطوط على لجنة قراءة تتكون من مجموعة أساتذة في الاختصاص سيضيف الكثير من المشاكل وعندما يخرج المولود أو الباكورة الشعرية أو القصصية إلى المشهد، تكون حاملة لقيمتها الجمالية.
الأمر هذا لا ينفي أيضا تورط دور النشر التي تبحث عن الربح السريع، ضاربة عرض الحائط الاحترافية والمهنية في إختيار العناوين والاصدارات، ويظل بعضها يلهث وراء الطبع دون أن يكترث إلى تحسين المستوى الجيد للأعمال وهي مصيبة أخرى، يترتب عليها الالتزام المهني.
إذ عليها تفعيل هذه اللجان ولا تسمح لهؤلاء المتطفلين بركوب موجة الشهرة دون الامتثال للسلوك الفني والأدبي الذي هو سمة الكاتب سواء في نصوصه أو في معاملاته مع الآخر.