كلمة العدد

الإرهاب عدوّ الجميع

فضيلة دفوس
28 نوفمبر 2017

كلّما بدا لنا بأنّ الظّاهرة الإرهابية في انحسار، إلاّ واهتزّ العالم على وقع تفجير ضخم أو مذبحة مروّعة تحصد مئات القتلى، وتحدث ألما وهلعا ما يثبت بأنّ نهاية العالم مع الإرهاب ليست غدا، بل الغد قد يكون أكثر مأساوية، ما دامت جحافل الدّمويين تنتقل من دولة الى آخرى، ومن قارة إلى ثانية بحرّية تامّة وتحت حماية جهات نافذة ومتمكّنة تغذّيها بالمال والسّلاح الذي تسفك به دماء الآمنين في بيوت الله والأسواق والمدارس والشّوارع.
عندما بدأ الحديث يدور عن دحر دمويّي «داعش» في العراق وسوريا، بعد استكمال تحرير مجموع الأراضي التي وقعت في قبضتهم قبل نحوثلاث سنوات، بدأت المخاوف تشتدّ والتّساؤلات تتهاطل، على من سيكون الدّور؟ ومن هي الدّولة التي سيحطّ الارهابيّون رحالهم بها بعد فرارهم من بلاد الرّافدين والشام؟
في الواقع جلّ التقديرات، توقّّعت بأنّ النّجاح الذي تحقّق في مواجهة تنظيم الدولة الإرهابية في سوريا والعراق سيترتب عليه إعادة انتشار عناصره في مناطق أخرى لاسيما بأفريقيا، ولم يتردّد قادة دول بمن فيهم الرّئيس المصري الذي شهدت بلاده الجمعة الماضية اعتداء مروّعا هو الأكثر دموية في تاريخها، في الاعتقاد بأنّ مصر والصومال وليبيا وبلدان غرب أفريقيا قد تكون ملاذا جديدا  للإرهابيّين.
والتوقّعات هذه كما نرى بدأت للأسف الشّديد تتجسّد على أرض الواقع من خلال اعتداءات مروّعة، فهذا الهجوم الذي حصد أزيد من 300 مصري بمسجد الروضة في سيناء، وقبله هجوم لا يقل فظاعة هز الشّهر الماضي العاصمة الصومالية مقديشو، وراح ضحيّته 358 شخص ومئات الجرحى، كما حدثت اعتداءات أخرى وإن كانت أقل دموية في نيجيريا ومالي.
إفريقيا على ما يبدو هي الوجهة الموالية للنّشاط الإرهابي، الذي أخذ منحنى تصاعديا من حيث شدّة ضرباته وجرأتها،فكلا الاعتداءين اللّذين حصلا في سيناء ومقديشو هما الأعنفين في تاريخ مصر والصومال، ما ينذر بأنّ الخطر الداهم سيكون كبيرا، والخوف كلّ الخوف من أن يتحالف الارهابيّون القادمون من سوريا والعراق مع التّنظيمات الدّموية الافريقية، خاصة وأنّ بينها من بايع «داعش» كجماعة «بوكو حرام» النّيجيرية، ليشدّدوا الحزام النّاري الذي يطوّق العديد من الدول، ويزجّوا بشعوبها في متاهة  التّقتيل والترويع.
هذه المخاوف يعزّزها تأكيد رئيس أركان القوات الأميركية الجنرال جوزف دانفورد، الذي أكّد مؤخّرا بأنّ تنظيم «داعش» يسعى إلى تأسيس كيان إرهابي جديد في أفريقيا بعدما فشل في إقامة دولة الخلافة في الموصل والرقة.
كلّ الدّلائل إذن تؤكّد بأنّ دمويّي «داعش» لم يعودوا إلى ديارهم وبلدانهم بعد انتهاء مهمّتهم التّدميرية في العراق وسوريا، بل لقد تم إرسالهم إلى مناطق أخرى ودول بعينها لمواصلة ذات المهمّة القذرة، ما يعني أنّ مآسي جديدة سيصنعها الإرهاب في الأيام القادمة بقارّتنا السّمراء، الأمر الذي يحتّم على الدول المستهدفة التجنّد جيشا وشعبا لمواجهة هذا الخطر الذي لا تحدّه حدود ولا تردعه قيود.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024