يمكن للمرأة أن تلعب دورا رياديا على الصعيد الاقتصادي من خلال اقتحام مجالات المقاولاتية والابداع و هذا شيء ايجابي ولكن لا يجب ان يكون على حساب الخصوصيات المحلية للمجتمعات والشعوب، خصوصيات لا يمكن الحفاظ عليها الا من خلال المرأة مما يجب التفكير في توجيه ابداعها وروح المقاولاتية لديها بالطريقة التي تسمح لها بالحفاظ على تراثنا المادي بكل ما يحمله من زخم و تنوع مثل الصناعات التقليدية الأكلات الشعبية التي تتجه الى التلاشي والزوال بسبب توسع المدن وانحسار الارياف التي ظلت الحصن المنيع الذي يحمي الخصوصيات المحلية للجزائر كبلد و لكل منطقة فيه بشكل خاص من عولمة تفرض نمطيتها على الشعوب و الامم للقضاء على كل أشكال الاختلاف والتشجيع فقط على ثقافة الاستهلاك السهل والسريع دون تفكير فالعولمة لا تطلب منك أن تفكر بل ان تستهلك وكفى والافضل هو من يستهلك أكثر ويطالب بالمزيد.
ان تشجيع روح المقاولاتية لدى المرأة يجب ان ينصب في هذا الاتجاه وتشجيعها يكون بمساعدتها على تفجير طاقاتها الابداعية بما يخدم ثقافتها المحلية ليس من أجل حمايتها و الحفاظ عليها فقط ولكن في كيفية اعطاء تلك الثقافة طابعا عالميا وهنا لا بد من الاشارة من باب الاستئناس أن لباس المرأة الهندية على بساطته و تواضعه استطاع أن يغزو الكثير من المجتمعات بما فيها مجتمعنا بل أصبح يزاحم اللباس التقليدي الجزائري في أعراسنا وحفلاتنا؟ رغم أن بلادنا تزخز بألبسة تقليدية قمة في الاناقة والجمال ما يثبت أن المرأة الجزائرية مجبولة على الابداع والابتكار ولكنها لم تجد من يوجهها ويأخذ بيدها والنتيجة كانت أن تقاليدنا أخذت تتلاشى شيئا فشيئا وتنذر بالانقراض تماما ان لم نسارع الى انقاذ ما يمكن من خلال تشجيع المرأة على تفجير ابداعها وروحها المقاولاتية في هذا التراث وهذا هو الاستثمار المربح.