ما يصدر أحيانا عن التجار في الأسواق تجاه المستهلك غير مقبول بتاتا عندما يتعلّق الأمر بالمواد السريعة التلف كالسمك واللحوم البيضاء وحتى الحمراء، هناك من هؤلاء من يقول صراحة للشخص الذي اعتاد التردّد عليه يوميا وأصبح من «المشترين» الدائمين «ما تديش اليوم» أي لا تشتري. بمعنى أن البضاعة التي أمامه رديئة وقد تكون فاسدة أو قديمة. هذا السلوك للأسف موجود عند تجارنا، الذين يتعاملون مع زبائنهم بهذا المنطق، في حين أن الآخرين لا يتواصلون معهم بل يتركونهم يأخذون تلك «السموم» إلى منازلهم ثم إلى القمامة بعدما يتأكدون بأنهم كانوا ضحية تلاعبات أناس منعدمي الضمير شغلهم الشاغل الربح ثم الربح حتى ولو على حساب صحة الناس.
ونقف على هذه الحالة المنبوذة عند بائعي السمك خاصة ثم يأتي بعدهم باءعوا ـاللحوم البيضاء الذين في حديث قصير مع «أصحابهم» وفي رمشة عين يفهمون الرسالة ويغادرون المكان فورا «دون انتظار»، يبقى الآخرون يستفسرون عن السعر وغيره، إلى غاية قرارهم بالشراء أولا.
وهذه الممارسات للأسف يصنعها البعض من أشباه التجار الذين لا يستحون في التمييز بين زبون وآخر كل ما هو فاسد وغير صالح يعطونه لغير صاحبهم، في عملية أو مناورة سحرية، لا يمكنك الكشف عن خباياها إلا عندما تدقق الملاحظة في المادة التي أمامك وعدم التسرع في أخذها لأن القاعدة المعمول بها عند هؤلاء البدء بالأسفل بدلا من الأعلى، لأن هذا الأخير يزين به الطاولة ويرفض رفضا باتا بيعه. زيادة على الإكثار من رش السمك بالمياه حتى يحافظ على بريقه وينزع عنه ذلك الاحمرار في عينيه وفي غلاصمه، وهناك من يقوم بنزع رأسه حتى لا تظهر علامات التعفن وغيرها، ويلاحظ أن هناك من البائعين من يكثر الأضواء باللون الأحمر «نيون» حتى يضفي لونا جذابا على سلعته البائرة. خاصة بالنسبة للحوم.
ويسعى التاجر جاهدا لإبعاد الميزان، عن أعين الزبون حتى لا يرى قيمة ما وضع على كفيه، ناهيك عن تحايلات أخرى لا تعد ولا تحصى لا يتسع هذا المقام لذكرها وبهذا يكون عامل الثقة قد زال نهائيا عند عينات من هؤلاء وكم من مواطن يقاطع العديد من التجار بسبب تعرضهم لتلاعبات مفضوحة من طرفهم حتى وإن تطلّب الأمر قطع مسافات لاقتناء ما يريد.