تأشيرة أم إهانة!

نورالدين لعراجي
30 أكتوير 2017

رسمت طوابير الحرقة الارادية  للشباب الجامعي  البطال في شوارع «كافينياك ،عسلة حسين، و زيغود يوسف «بالعاصمة مشاهد لم نر مثلها ،الا في ملاعب الداربي  بين اعرق الفرق الرياضية ،او خلف شبابيك للظفر بمقعد امام مطرب شاب محبوب الجماهير مثلا ،فان الامر في هذا الحال لا يتركنا امام حيرة الاسئلة ، ولا يحيلنا الى تساؤلات جوهرية ، تكون الاجابة عنها عسيرة.
 الصورة التي رسمتها الارصفة اول امس والبارحة ومازالت مستمرة ، هي في الحقيقة مأساة بحجم الخيبة الكبيرة لمنظومتنا التعليمية والثقافية والاجتماعية ، فبعد حرقة الشباب بحرا هاهو اليوم  يبحث عن منافذ  للخلاص من بطالته وانتظاره لمنصب عمل يحمي شرفه ويصون كرامته ، بعدما طرق الابواب وكأنها موصدة أمامه.
الكل اصطف امام واجهة المركز الثقافي الفرنسي اناثا وذكرانا من كل الاعمار الشبابية ،هم مفخرة الوطن وزبدته الفكرية والمعرفية، خريجو الجامعات والمعاهد الجزائرية ، مهندسون ، اطباء ، من كل التخصصات قدموا من كل ولايات الوطن ، توسدوا الارصفة والعراء ،غايتهم الهربة بدل الحرقة ، وليس لهم في ذلك من سبيل .
خرجة فرنسية غريبة ، بملامح غير بريئة بالمرة ،حتى وان حاول اصحابها ابعاد الشبهة عنها ، فإنها تحمل في طياتها كل النوايا السيئة ،وان كانت ايجابياتها بحجم الارض، ستظل رائحتها تذرف صور الخديعة والعار .
 لا ريب في ذلك وقد تزامنت وعشية الاحتفال بذكرى نوفمبر المجيدة لتحاول تعكير الاجواء وإضفاء بعض من سقطاتها على المشهد التاريخي ومحاولة استدراج الذاكرة الجماعية الى الاسطورة القديمة « فرنسا المنقذة «، هيهات هيهات ان تحمل التأشيرة كل هذه الاهانة ،ليس هناك اي تأويل لهذه الرؤيا الا تفسير واحد يعرفه اصحابه ويدركه اصحاب الشأن في البلد ، فعار ان تستباح كرامة الشعب في غرة نوفمبر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024