مرافقنا الخدماتية التي نقصدها يوميا من أجل تسديد الفواتير، وتسوية المستحقات تفتقد إلى إعلام في قاعاتها لتوجيه قاصديها إلى المكتب الذي يريده لإيداع أو تسليم الوثائق التي بحوزته إلى الأعوان الموجودين بالشبابيك.
ويلاحظ أن المواطن الذي تطأ قدماه هذه المؤسسات لا يلبث أن يجد نفسه تائها في حيز محدود لا يدري أين يتوجه.. في كل مرة تراه يستفسر عن الجهة التي يذهب إليها تارة هنا وتارة أخرى هناك حائرا في أمره كل العيون مصوّبة نحوه ولا يجرؤ أحد على الحديث معه كي يصحح له مساره.
للأسف هذه الظاهرة تزداد إنتشارا مقلقا، وتحوّلت إلى سلوكات عادية، في الكثير من إداراتنا أو في هياكلنا التي تتعامل مع الجزائريين يوميا.
ونقصد من ذلك، عدم تفاعل رؤساء المصالح مع هذه الانشغالات الملحة، والمتمثلة في إعادة تنظيم عملية توجيه المواطن بداخل هذه الفضاءات، دون أن يجد صعوبة تذكر في هذا الإطار، وهذا في حدّ ذاته سلوك حضاري يترجم مستوى أداء هذه الإدارات في زمن المنافسة.
ولا يتطلّب مثل هذا الفعل إبداعا أو أموالا بقدر ما يستدعي الحرص كل الحرص، على الإرتقاء إلى مستوى تطلعات الخدمة العمومية، والتحلي بالمسؤولية بعيدا عن شعار أو ذهنية «البايلك» والذي يعني في المفهوم الشعبي اللامبالاة والإهمال أي لا يوجد من يتكفل بذلك الملك.
لسنا في هذا المستوى لكن لم ننتبه إلى حدّ الآن بأن كل من يقبل بالوقوف وراء مكتب أو شباك، ما عليه إلا الإذعان إلى أبجديات نشاط الإدارة بما فيها، التواصل بطريقة ذكية مع الزبون من خلال منح له كل التسهيلات اللازمة كي يتفاعل بتلك السرعة المطلوبة في آداء العمل، مع من يقابله.
هذه المرافق خاصة الخدماتية منها، عليها أن تنشط ما يعرف بالعلاقات العامة، والتي تعدّ حجر الزاوية في عمل الإدارة والكثير من الأوساط المهتمة بهذا الجانب تدرجها في برامجها ومخططاتها المتعلّقة بتنمية المنظومة الإدارية. والهدف من ذلك هو أنسنة الإدارة في علاقاتها مع الآخر، باتجاه ترقية وانتشار ما يعرف بالإعلام والتوجيه.
لا يكفي اليوم، أن نضع بوابا أو حارسا أو عون أمن أمام هذه المؤسسات.. هذه الصيغة لا توجد وتمّ الاستغناء عنها في العديد من المواقع في الإدارة الحديثة وحل محل ذلك التوجيه القائم على التحكم في حركية الأشخاص بداخل المؤسسة سواء أكانت خدماتية أو ذات مهمة أخرى، خاصة لربح الوقت الذي نضيّعه في الانتظار لدفع فاتورة أوصك أو تسليم وثيقة من الوثائق المطلوبة، هذه الأشياء لم نعد نهتم بها.
التوجيه غائب في.. مرافقنا الخدماتية
جمال أوكيلي
28
أكتوير
2017
شوهد:278 مرة