التسامح صفر..

أمين بلعمري
20 أكتوير 2017

أصبحت تجربة الجيش الوطني الشعبي في مكافحة الإرهاب محط اهتمام الكثير من مراكز البحث والدراسات وكذا المواقع الالكترونية المهتمة بالشؤون العسكرية ومكافحة الإرهاب وخاصة الأمريكية منها والتي كان آخرها الموقع الأمريكي غلوبل فاير باور(fire power global) الذي صنّف الجيش الجزائري ثاني قوة عسكرية في القارة الإفريقية ، إن كان هذا التصنيف اعتمد على الأرقام والإحصائيات المتعلقة بعدد الأفراد العملياتيين والمعدات العسكرية فان هناك مواقع أخرى اتخذت من الفاعلية القتالية والاستخبارية معيارا لهذا التصنيف وفي هذا الصدد اعتبر الموقع الأمريكي "سيفر بريف" السنة الماضية أن الجيش الجزائري يقف حائلا دون تمدد تنظيم "داعش" الإرهابي ليس في الجزائر وحدها و لكن في كل منطقة شمال إفريقيا وعاد هذا الموقع إلى حادثة اغتيال الرعية الفرنسي  ايرفي غوردال على يد جماعة إرهابية اختطفته في أعالي جبال البويرة والتي تبنت  بعد 48 سا العملية باسم تنظيم "داعش" الإرهابي ليباشر الجيش الوطني عملية تمشيط واسعة أسفرت على القضاء على تلك الجماعة الإرهابية مما أثبت حينها مدى الفعالية الاستخبارتية والقتالية للجيش الوطني الشعبي والعملية كانت رسالة واضحة موجهة ليس إلى التنظيم الإرهابي فقط و لكن إلى الأطراف التي توظفه مفادها أن الجزائر ليست الاختيار الأنسب لتلك المناورات القذرة و سقط بعدها سيناريو توجه إرهابيي داعش إلى الأراضي الجزائرية بمجرد إطلاق العمليات العسكرية في سيرت الليبية إلا أن الجيش الوطني الشعبي كان السد المنيع الذي اسقط السيناريو في الماء.

الأكيد أن الجيش الجزائري لم يكسر الطموحات الإرهابية لـ "داعش" فقط و لكن كل التنظيمات الإرهابية التي كانت تنشط على محور  إفريقيا جنوب الصحراء وكل منطقة الساحل مثل التنظيم الإرهابي "التوحيد والجهاد" - الذي يعرف جيدا من يقف وراءه- وبوكو حرام والقاعدة في المغرب الإسلامي ..الخ كلها باءت محاولتها بالفشل و تلقت ضربات موجعة على يد الجيش الوطني الشعبي و ملحمة تينغتورين أثبتت أن (التسامح صفر) و الرسالة فهمتها التنظيمات الإرهابية  والأطرف التي توظفها وكان نائب وزير الدفاع الوطني ، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح أعلنها صراحة عندما قال إن أعداء الجزائر فشلوا في النيل منها بتوظيف ورقة الإرهاب.

الإرهاب كان ولا يزال أداة لابتزاز الدول و الحكومات لإجبارها على تقديم التنازلات و قبول الأدوار والأجندات وتغيير المشهد على الأرض كما حصل في العراق وسوريا وليبيا و قبلهم الجزائر ولكنها كانت الاستثناء وأفشلت خطط من يدعمون الإرهاب باليد اليمنى ويحاربونه باليسرى؟ !  .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024