استعــدادات لإحيــــاء الذكـرى وفرنسـا تستعيد شريط مجــــازرها اللاإنســـــانية
لم يكن يوما ككل الأيام بالنسبة للجزائريين المقيمين في فرنسا ذلك الْيَوْمَ من السابع عشر أكتوبر سنة 1961 فقد قررت فدرالية جبهة التحرير الوطني أن تقيم تظاهرة ليعرف المواطنون الفرنسيون أن الجزائر تعيش حربا يحرق فيها الأخضر واليابس وأن الحكومة الاستعمارية تخفي عنهم الكثير من الحقائق، وأبناؤهم يموتون من أجل قضية ظالمة، لكن الحكومة الفرنسية والبوليس بقيادة العنصري والنازي موريس بابون قرروا قمع المتظاهرين ورمي جثثهم إلى نهر السين في وسط باريس، بل تعدت الأمور إلى اعتقالات وحشية دامت أسابيع عرف فيها الجزائريون كل أنواع العذاب والإهانة.
ظلت هذه القضية ملغاة من الذاكرة الشعبية الفرنسية، على الأقل الرسمية منها حتى سنة ٢٠١٢ أين اعترف الرئيس الفرنسي السابق بهذه الجريمة البشعة التي ارتكبت في حق عمال وطلبة ونساء عزل. الْيَوْمَ وبعد مرور 56 سنة على المذبحة المخلة بكل الأعراف الدولية وبحقوق الإنسان وكل مبادئ الإنسانية تعود هذه الذكرى الأليمة ورغم كل ما قيل وما كتب عنها مازال بعض شباب الجالية الجزائرية لا يعرفون هذا التاريخ الأليم الذي عاشه أسلافهم، وقد برمجت بعض الوجوه الفنية مثل المغني إيدير حفل في مقاطعة «كايسي سو بوّأ» أين سيعرض المخرج نذير دندون فيلمه «وجوه ابريل في مدرسة رومان رولان».
كما ستقوم بعض نساء جمعية عريف بترديد بعض الأغاني العربية والأمازيغية التي تحكي قصتهم مع الهجرة والمهجر، كما ستكون هناك وقفة للترحم على الشهداء فوق كبري سان ميشال أين تم رمي المتظاهرين في النهر من طرف بوليس باريس سنة 1961، تظاهرة رمزية أخرى سيكون مقرها على رصيف جول قسد.
وفي مقاطعة اوبرفيل دعت البلدية لتخليد هذه الذكرى الأليمة في ساحة النسمات 17اكتوبر1961، نفس الشيء تشهده مقاطعة سان سا دونيه بطلب من رئيس المقاطعة ستيفان روسل. وقد تعددت النشاطات في كل المقاطعات المحيطة بباريس نظرا لتواجد الجالية الجزائرية وكي لا ننسى تضحيات الرجال المخلصين.