رسالـة باريـس

ماكــــرون: لســت نــــادما علـــــى طريقــــة كـلامـي وإن كانــت بذيئـــة!!!

باريس/ خذير محمد
15 أكتوير 2017

بعد أكثر من خمسة أشهر من توليه الرئاسة كان حوار الرئيس الفرنسي أول لقاء مع التلفزيون الفرنسي ومع أكبر الصحفيين المعروفين وذوي الوزن الثقيل في الصحافة المرئية الفرنسية، ماكرون حضر هذا اللقاء منذ بداية اليوم، انزوى داخل القصر الرئاسي مع زوجته ومقربيه بدأ الحديث عن اختيار الوزير الأول والدور الذي يلعبه، وبدا الهجوم على طريقة كلامه والتي يعتبرها الفرنسيون فيها كثير من البذاءة خاصة عندما قال في أحد خطابته إن هناك أناسا لا يريدون العمل واتهمهم بالعهر .
أراد ماكرون الدفاع عن طريقة كلامه وانه أراد أن يستعمل لغة يفهمها الشعب دون المساس بكرامتهم وأصر على انه سيواصل الكلام بهذه الطريقة وان كان فيها نوع من الشدة لكن لا يريد أن يفهم الشعب انه يسبه، ورغم اصرار الصحفيين إلا انه لم يتراجع عن موقفه .
وأعاد الصحفي تذكيره بما قاله في ليون حين قال التقي ببعض الناس الذين لا يعنون أي شيء بالنسبة لي، لكن ماكرون أردف قائلا، ان همه الوحيد هو مستقبل بلاده وانه يحترم كل المواطنين لأنه رئيس الجميع.
بعدها تطرق الصحفيون  للبطالة من أهم انشغالات الفرنسيين إذ وصلت إلى أكثر من ٩٪ و تعهد بأن تنزل إلى ٧٪ لكن الرئيس حاول التنصل من هذا الوعد وقال ان البطالة ستنزل لكن يجب ان  يكون الجميع مع الحوار وان الشارع الذي يتحرك ضد هذه القوانين لا يحكم بل القوانين والديمقراطية البرلمانية هي من تحكم فرنسا، وانه يثق في النقابات والعمال كي يجعلوا من هذا الحلم حقيقة بعد تمرير كل القوانين الجديدة، وان التكوين والاستثمار هما من يوصلنا إلى الحل لأن الذين يملكون تأهيلا لهم حظوظ أكبر لايجاد عمل.
عاد ماكرون للكلام عن استقالة العمال والتي لم تكن تعوض في الماضي، لكنه وعد ان الاستقالة ستكون مسموحة للعمال ويحتفظ العامل بحقوقه إذا عمل أكثر من خمس سنوات وهو حل يجعل الإبداع أكبر ويسهل مراقبة البطالين بطريقة أكبر عقلانية واقتصادية.
الضريبة على الثروة أثارت عدة تساؤلات وعلق عليها المعارضون ان ماكرون هو رئيس الأغنياء والذي يريد أن يلغيها وتغييرها لأنها غير مجدية وقال ماكرون ان الضرائب الغير محسوبة والمبالغ فيها تجعلنا نخسر أحسن النخبة وهروبها إلى بلجيكا وألمانيا اين لا يوجد هذا النوع من الضريبة وان فلسفة الرئيس هي النجاح وأن لا يكون النجاح هو دفع الضريبة أكثر.
بخصوص التقاعد علق ماكرون على الضريبة التي سترتفع بالنسبة للذين يتلقون عائدا كبيرا أكثر من ألف وربعمئة يورو لكن قال انها ستعوض بتخفيض الضريبة على السكن وهي أهم بكثير وان المتقاعدين سيربحون عند نهاية العملية بعد ثلاث سنوات.
كما وعد ماكرون الطلبة بحوافز ستعرضها وزيرة التعليم العالي في الأسابيع القادمة تعويضا على خفض مساعدة السكن.
التحرش كانت نقطة مهمة  تطرق لها الرئيس الفرنسي وقال انه جد حساس لهذه النقطة، وانه يتالم من سكوت النساء في فرنسا لمدة سنوات وحث المراة على الكلام وفضح المتحرشين سواء في العمل او الشارع وانه أعطى أوامر باستحداث شرطة مختصة لحماية الضحايا وخاصة في وسائل النقل العمومي.
الأمن كان اهم النقاط التي تكلم عليها ماكرون ورغم ان الصحفي قال ان فرنسا ليست مؤهلة لمحاربة الاٍرهاب الى ان الرئيس الفرنسي قال اننا لن نتهاون في الموضوع رغم ان الخطر صفر غير ممكن وانا مثل كل الدول فرنسا معرضة للإرهاب وانه أعطى أوامر بالتفتيش المتواصل عند الحدود وان أي أجنبي سيرحل إذا أخل بالأمن وان الجيران في الضفة الجنوبية يعملون معنا في هذا المجال.
بخصوص توجهات ترامب في الملف الإيراني قال ماكرون ان أمريكا حليف وانه اهم شريك في مجال الحرب على الإرهاب ورغم الاختلاف في بعض الملفات يجب ابقاء الحوار وانه يتكلم مع ترامب كثيرا وينصحه بعدم تقطيع الاتفاق وانه يأمل أن يكون الحوار هو الحل وان فرنسا متمسكة بحماية مواطنيها وحماية مصالحها خاصة مع افريقيا.
قال ماكرون أنا أنظر إلى فرنسا وليس إلى شخصي.
رغم الوقت الضيق إلا ان ماكرون حاول أن يقنع، فهل نجح؟ يجب انتظار آراء الفرنسيين في الأيام القادمة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024