عرفت كرة القدم عبر العالم تطوّرات كبيرة في السنوات الأخيرة على عدة مستويات، ممّا يحتاج ضرورة السير على نسق هذه التغييرات للبقاء في المستوى العالي، ومن ضمن هذه النقاط يمكننا الحديث عن مهمة مدرب في النادي وآخر في تشكيلة وطنية.
ففي الماضي القريب كانت الأمور عادية جدا بالنسبة للمدرب الذي بإمكانه العمل بدون أية صعوبة في المهمّتين، وكانت النتائج معتبرة للعديد من المدربين في النوادي والمنتخبات الوطنية لأن الظروف مساعدة جدا لهذه المهام.
في الوقت الحالي، ومع ظهور «تواريخ الفيفا»، فإنّ عمل الناخب الوطني في أي منتخب في العالم أصبح مغايرا تماما لعمل مدرب في نادٍ، حيث أن هذا الأخير يعتمد على عمل يومي ويلاحظ كل تحركات اللاعبين، ويتابعهم باستمرار في التدريبات ليأخذ رؤية واضحة عن التشكيلة التي يقدمها في نهاية الأسبوع.
في حين أنّ الناخب الوطني عليه انتظار في بعض الأحيان 4 أشهر لجمع اللاعبين والعمل معهم لمدة أسبوع فقط، وعليه تجنب الوقوع في أي خطأ تقني في تلك الفترة القصيرة التي يلتقي فيها مع اللاعبين، وإلا فإن المباراة قد تفلت من يديه، ولا يمكنه التعويض في الأسبوع الموالي حسب الرزنامة الدولية.
فالمدرب الذي تعوّد على العمل في النادي يجد صعوبة كبيرة للتأقلم مع مهمته الجديدة في المنتخب، وخير مثال يأتينا من المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف، الذي كثيرا ما تحدّث عن تغيير كبير في وضعية عمله عندما كان مدربا لـ «الخضر» بعدما قضى سنوات طويلة في نادي لوريان الفرنسي، وعاد لهذه المهمة مع نادي ران حاليا.
وكان مدرب شباب بلوزداد الحالي تودوروف قد تحدث عن هذه المسألة مؤخرا، حيث أشار للتباين الكبير الموجود بين عمل مدرب النادي وناخب وطني كونه خاض التجربيتين في مسيرته الطويلة.
وبالتالي، فإنّ الكثير من اتحاديات كرة القدم في العالم يبحثون عن التقنيين الذين سبق لهم الاشراف عن المنتخبات الوطنية، الأمر الذي يمكّنهم من التأقلم مباشرة مع مهمتهم الجديدة التي تتطلب متابعة كل الأمور التقنية للتشكيلة باستراتيجية مغايرة عن نظام العمل في النادي.