ماأقدم عليه الأعوان الموالون للمغرب «بالأمم المتحدة من محاولة المساس المفضوح والتحرك المكشوف ضد الحضور الصحراوي النشيط باللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار يعدّ حلقة من حلقات الإحباط والإرباك المرافق دائما لدبلوماسية هذا البلد كان آخرها ما حدث في الموزمبيق خلال لقاء افريقيا ـ اليابان.
مرة أخرى يطلق المغاربة عنانهم بالتواطؤ مع جهات متآمرة مندسة في أمانة المنتظم الدولي لتمرير أطروحاتهم الدعائية التي تجاوزها الزمن لا تمت بصلة للأعراف المعمول بها في العلاقات الدولية بعد فشلهم الذريع، في أكثر من محفل عالمي أو قاري في مواصلة تشويه الحقائق الساطعة المتعلقة بالقضية الصحراوية.
وما حدث يترجم حقا الانهيار الكامل لديبلوماسية هذا البلد إلى ذلك المستوى المتدني والمنحط وعدم قدرتها على إقناع الآخر بذلك الخطاب المليء بالخزعبلات والهرطقات ويأسف المتتبعون للشأن الأممي لاستغلال المغرب المنبر الأممي لتشويه شعب مكافح أمام المجموعة الدولية باستغلال وجود
«مرتزقة» تابعون له تحوّلوا من موظفين محايدين وغير منحازين إلى أطراف لها دخل مباشر في قضية حساسة جدا لا يستطيع أحد التلاعب بها مهما كانت عبقريته في شراء الذمم لأنها عادلة وموقعها في الأمم المتحدة فيما يتعلّق بحلها أو تسويتها، أما الباقي من المؤامرات تجاه هذا الشعب، فلن يكتب لها النجاح طال الزمن أم قصر.
ويدرك المغرب جدا هذا الأمر بأن العالم لا يثق فيما يصدر عن هذا البلد من تلاعبات وسيناريوهات كل مرة يثير تفاصيلها بالتفاهم مع البعض من «أنصاره».. سجلت في لقاء افريقيا العالم العربي وكينفستون هنا ظهر التأمر في قمة صورة عندما أراد البعض طرد الوفد الصحراوي وتوزيع الأدوار من قبل عمر هلال ممثل المغرب بالأمم المتحدة على أفراد وفده بالسقوط عمدا أمام الديبلوماسيين الجزائريين بداع أنهم تعرضوا لاعتداء جسدي.
هذه المرة تغيرت الخطة وهذا بإدخال تكتيك جديد يتمثل في إلحاق الضرر بجبهة البوليساريو بشكل يثير المزيد من الدهشة والاستغراب وحتى التساؤل حول الكيفية التي تمّت بها «نشر أمانة الأمم المتحدة، من خلال مكتب الصحافة تقارير مغلوطة حول الصحراء الغربية»، خاصة نسب أقوال الممثل الجبهة بنيويورك السيد أحمد بوخاري في الوقت لم يتناول الكلمة وهو كلام خطير جدا لا يليق ذكره في هذا المقام، وهو مردود على أصحابه الذين يريدون التشكيك في مواقف هذا الرجل تجاه قضية بلاده آمن بها إيمانا قاطعا وثابتا، ووجوده في نيويورك لدليل قاطع للرد على هؤلاء ومواجهتهم هناك بالحجة الدامغة، وإطلاع الرأي العام العالمي وكل الشعوب المحبة للسلم والأمن بعدالة القضية الصحراوية.
المهازل هذه الصادرة عن المهندسين في مصلحة أو مكتب الاعلام الأممي تجاوزت الأطر المعقولة ولا يمكن السكوت عنها أبدا حتى لا تتكرر ثانية لاستهداف الصحراويين.
نفس التحايل تعرضت له رئيسة المنظمة غير الحكومية دفانس فوروم فوندايشن الأمريكية سوزان سكولت بتزييف كلامها وتشويه أقوالها ولم تتوقّف التحركات الصحراوية عند هذا الحد بل أن السيد بخاري طالب بفتح تحقيق لما قام به جواسيس المغرب من انحراف مبرمج وخطير جدا، كما سيتابع قضائيا كل من يقف وراء هذا التلاعب كاشفا بأن هؤلاء المندسين بدلا من نقل التصريحات غرقوا في التحاليل الموجهة لصالح هذا البلد وقد تمّ إخطار رئيس اللجنة الرابعة الفنزويلي رفائيل داريو راميرازكارينو بما حدث وقد أدان بشدّة خطورة هذا التزييف داعيا مكتب الصحافة إلى تحمّل مسؤوليته.
وتبعا لهذه المساعي المبذولة اعتذرت أمانة الأمم المتحدة لما حدث، وأكدت على تصحيح كل ماورد من أخطاء بإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي في حين يطالب المتضررون بإنزال عقوبات صارمة على هؤلاء المتورطين بإبعادهم من مكتب الصحافة.. وتطهيرها من المتطفلين الذين شوّهوا سمعة هذه المصلحة لأغراض ضيقة.