مسألة ذهنيات...

المدية: ع ــ علياني
09 أكتوير 2017

صنّفت السّلطات المحلية بولاية المدية النّظافة كإحدى أولوياتها في مجال القضاء على النقاط السوداء بـ 64 بلدية، وبادرت الدوائر الكبيرة منذ أسابيع بتنظيم حملات واسعة النطاق مست الأحياء الحضرية والشبه حضرية لمواكبة أبعاد الخطة التي اقترحتها الولاية، وقد لقيت هذه الهبة استحسانا وتجاوبا كبيرا لدى المواطنين والمتتبعين للشأن البيئي من جمعيات ومتطوعين، غير أن ذلك اصطدم ببعض التصرفات كالرمي العشوائي للقمامة خارج الأطر والفضاءات المحددة سلفا من طرف البلديات أو حرق النفايات والقمامة بـأماكن التفريغ وتجميع الفضلات، مثلما هو الحال منذ سنوات عند مخرج بلدية وامري نحو بلدية حناشة ، وبالمفرغة العمومية بطريق خميس مليانة لما لذلك من أخطار صحية على حياة الإنسان والحيوان والجانب الجمالي للمحيط جراء تصاعد دخان قاتل أمام مرأى الجميع.    
 يعتبر عبد المالك سلامة المنسق الولائي للإتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بهذه الولاية، بأن هناك جهود للقضاء على النقاط السوداء المنتهكة للمحيط بعاصمة الولاية، غير أن مشكلة التحكم في تسيير القمامة حسبه تبقى مرتبطة أساسا بتنظيف العقول وتغيير الأفكار، بما يستوجب حتمية الشروع في توقيع غرامات مالية ضد المخالفين للتعليمات والتدابير الخاصة بتحديد أوقات الرمي التي تقررها السلطات المحلية بالمدينة، داعيا في هذا الصدد المسؤولين وبخاصة المنتخبين إلى ضرورة مضاعفة وضع الحاويات مع وجوب متابعتها، والأخذ بعين الإعتبار فكرة تخصيص حاويات لكل صنف من القمامة والفضلات، كالتفرقة بين ما هو قمامة صلبة غير قابلة  للإسترجاع والكرتون والورق الذي يمكن إعادة استعماله، محمّلا جزءا من مسؤولية الفوضى والتسيب في الرمي العشوائي إلى كل الأطراف بسبب غياب عامل الإنضباط عند عموم الناس، حاثّا على ضرورة ترشيد عملية الإستهلاك.
 يرى الطاهر حميدي رئيس بلدية سيدي نعمان بأنّ النظافة هي عبارة عن سلوك حضاري، معتبرا بأن هذه السياسة المنتهجة يجب أن يعاد النظر فيها بكل المقاييس لأنها إلى جانب ضرورة فرض سلطان القانون حتى تنجح  مثل هذه المبادرات، فيما ذهب الدكتور عادل بلقاسم من جامعة يحيى فارس بنظرة المتفائل قائلا: «في حقيقة الأمر وبعد هذه الحملات يبدو أن مسعى السلطات المحلية عمل على تشكيل وعي لدى المواطن نحو محيطه مما يتطلب  مضاعفة هذه الحملات بطريقة مدروسة، مع تدعيم لجان الأحياء ببناء مفرغات   عمومية مثلما حدث ببعض الأحياء التي تطوع شبابها في تزيين المحيط، قابلته عمليات تشهير كبيرة عبر الفايسبوك، حيث أبانت مثل هذه الأعمال مدى قابلية أبناء الشعب للتنافس الشريف لخدمة بلادهم»، مطالبا من هذه السلطات المحلية إعادة تنظيم مثل هذه الحملات التطوعية بإشراك فعاليات المجتمع المدني بطريقة مدروسة لا تعتمد على رفع القمامة فقط».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024