كانت الطاقة ولا تزال الرهان الأكبر في أي معادلة تنموية وفي تحقيق الرفاه الاجتماعي في أية دولة والجزائر واحدة من الدول التي حباها الله بمخزونات هائلة من الطاقة التقليدية منها وغير التقليدية كالغاز الصخري الذي الذي تمتلك منه رابع احتياطي عالمي، علاوة على مصادر أخرى للطاقات المتجددة كالشمس والرياح ولكن رغم ذلك مازال الاستغلال يقتصر على المحروقات التقليدية دون أن يتم التفكير في تطوير صناعات تحويلية كانت ستوفر علينا استيراد المشتقات كالوقود والزيوت ..الخ التي تكلف ملايير الدولارات سنويا ؟.
كل الخبراء يؤكدون اليوم أن العالم يتجه بخطى سريعة نحو تعويض المحروقات بطاقات بديلة أقل تلويثا وضررا بالبيئة بل أن الكثير منهم يرى أنه بمطلع 2050 ستصبح الكهرباء المصدر الرئيسي للطاقة ومؤشرات هذا المشهد بدأت تظهر للعيان، ويكفي أن التوجه العام لدى كبرى شركات صناعة السيارات نحو السيارة الكهربائية وبما أن هذه الأخيرة تستهلك حاليا حصة الأسد من الطاقة التقليدية يمكننا بناء تصور واضح عما سيكون عليه الطلب على المحروقات في المستقبل المنظور.
الجزائر كغيرها من دول العالم معنية بالتحول الطاقوي وباستغلال الطاقات البديلة منها والمتجددة لتغطية تكاليف التنمية والاستجابة للطلبات الاجتماعية المتزايدة وهذا يتطلب أموالا طائلة فهل علينا أن نبقى مكتوفي الأيدي في انتظار حصول المعجزة ؟ - بالطبع لا- ولأن زمن المعجزات قد ولّى فان الحل يكمن في استغلال ما هو موجود في باطن الأرض بما في ذلك الغاز الصخري من أجل الاستجابة للطلب الداخلي المتزايد على الطاقة حيث انه - وحسب الكثير من المختصين والخبراء- فإن الجزائر بمطلع العام 2030 وفي حال عدم استغلال المحروقات غير التقليدية ستجد نفسها تستجيب بالكاد للطلب الداخلي على الطاقة ولن يتبقى ما يمكن تصديره إلى الخارج وإليكم أن تتصوروا هذا السيناريو الكارثي في بلد يعتمد على الريع بنسبة 98 من المائة ؟.
يبدو أن الأوان قد حان لاستغلال ما نمتلكه من احتياطي المحروقات غير التقليدية خاصة وأن تكنولوجيات الاستغلال تطورت بشكل كبير و جعلت مخاطر وأضرار الاستغلال على الإنسان و البيئة تكاد تكون منعدمة علاوة على تراجع تكلفة الاستخراج وجعلها مربحة، فلماذا الانتظار ؟ وفرصة وجود طلب على المحروقات في العالم لا تزال متاحة وهناك شبه إجماع لدى الخبراء والمختصين في المجال على أنه إن لم يتم الشروع في ذلك بأسرع وقت فان الجزائر ستضيع على نفسها فرصة الحصول على الملايير من الدولارات يمكن أن تستغلها في تنويع الاقتصاد وبناء قاعدة زراعية وصناعية متطورة، لأنه يبدو أن كل المعطيات والمؤشرات تثبت أن المحروقات سواء كانت تقليدية وغير تقليدية لن يكون سعرها ولا وضعها أفضل من حال الفحم في ظل بروز طاقات متجددة أقل تلويثا وضجيجا فلماذا الانتظار ؟.