السياسة الاجتماعية .. عقيدة دولة

أمين بلعمري
04 أكتوير 2017

1760 مليار دينار جزائري هو مبلغ التحويلات الاجتماعية الذي تضمنه  قانون المالية لسنة 2018 و صادق عليه مجلس الوزراء المنعقد أمس برئاسة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لتقفز بذلك هذه التحويلات بنسبة 8 من المائة مقارنة بقانون المالية لسنة 2017  وهي أرقام تعبر دون أدنى مجال للشك أو التأويل عن تشبث الدولة بوظيفتها الاجتماعية وهذا رغم الصعوبات المالية المنجرة عن تراجع أسعار النفط ويؤكد في الوقت نفسه أن هذه السياسة الاجتماعية لا تتلخص في أرقام ضمن مقاربة اقتصادية ولكن عقيدة دولة ومبدأ راسخ جعلتها سياسة متواصلة تستمد روحها من مبادىء نوفمبر التي أرست الأسس الأولى لمفهوم دولة اجتماعية لا تتخلى عن مواطنيها مهما كانت الظروف، كما تثبت في الوقت نفسه أن الجزائر لاتزال تمتلك هامش اتخاذ  قراراتها الاقتصادية والسياسية بكل سيادة بعيدا عن أية إملاءات أو ضغوط.
هذا وتأتي رسالة الاستمرار في النهج الاجتماعي للدولة مطمئنة للأنفس وبعثت عربون أمل إلى الشعب الجزائري و إلى الطبقات الهشة على وجه الخصوص التي أنهكتها خطابات سوداوية ومثبطة روجت لروايات إفلاس الدولة وعجزها عن القيام بواجباتها تجاه تلك الفئات وأن سياسات الدعم والإسكان والصحة أصبحت من الماضي جراء الضائقة المالية التي تمر بها البلاد، ونسي أو تناسى أولئك أن الجزائر لم تتخل يوما عن هذا النهج الاجتماعي وسياسات الدعم وترقية ثقافة التضامن الوطني حتى وهي تعيش أحلك الظروف خلال الهجمة الإرهابية الشرسة التي كانت مشفوعة آنذاك بحصار اقتصادي ودبلوماسي من بعض الدول التي كانت تعتقد أن الفرصة قد حانت أخيرا  للابتزاز والحصول على التنازلات.
إن الاستمرار في سياسة التحويلات الاجتماعية ستقطع دون شك الطريق أمام كل المتربصين الذين ينتظرون أدنى سانحة لتحريك الشارع والزج بالبلاد في أتون الفوضى وتقويض الاستقرار الذي تعيشه البلاد والذي يدين بشكل كبير إلى هذه السياسة الاجتماعية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024