وجهة نظر

حين تغيب الصرامة عن جميع مناحي حياتنا ؟ا

08 سبتمبر 2017

حاليلوزوتش مؤهِل الفريق الياباني للمرة السادسة  لنهائيات كأس العالم روسيا.عندما فرض شخصيته الكارزماتية على معسكر الخضر...استطاع أن يجر الفريق الوطني إلى أبعد نقطة بل أسال العرق لبطل العالم ونال إعجاب أعتى الملاحظين... وهناك جهات آخرى بدت تندب حظها وتتكبد الويل لأنه لم يكمل معنا المشوار.ولو لم يغادر لأصبحنا في مصاف إسبانيا أو الألمان . تنظيما وتماسكا.
فالثقافة العسكرية التي فرضها هذا المدرب الشرق أوروبي أتت أكلها مع عناصر تبين فيما بعد أنها تأتي تربصات التدريب بعقلية السياح وحين تخوض المواجهات والمعارك على المستطيل الأخضر.تبدو هرمة ودمى تتحرك بلا روح ولاعزيمة.ومن هذا المنطلق كم هي مجدية ثقافة العصا لمن لوحظ بأنه سيعصي أو عصى بشكل من الأشكال بهمزة أو لمزة .وكم هي مثمرة حياة الثكنة.يوم توفر لنا سبل النجاح بيد أن التراخي لا يُعلّم إلا الكسل والغفلة.والفضل كله طبعا يعود للضابط الذي يعرف حجم وأهمية تحقيق النتائج وشعاره الأول والأخير ثقافة الانتصار ليس إلا... لدينا عدة أدلة وبراهين عن أن عناصر الفريق الوطني تمردوا وتحرروا بذهنياتهم الصبيانية والغرورية يوم خلا لهم الجو واعتقدوا أنهم الأفضل والأجدر بتحقيق الإنجازات ولم يفهموا أو يعوا بأن السر وكل السر في قائد فذ وحكيم ينظم صفوفهم.وأخيّر مثال حي هو حين رفضوا جماعيا أحد المدربين وطالبوا برحيله؟! يوم خوت الإدارة الفنية من مسيّر كيّس ..فرموا بالربان لعمق البحر وكادوا إغراق السفينة لكنها نجت من هول العصف الممنون بألوحها المهترمة وبأقل ضرر.
وتتوالى الشهور والليالي لينكشف الأصيل من المزيف ويفهم جمهور العامة أن حماسة النفوس غائبة تماما عن هؤلاء ممن يمثلون بلدهم وأنهم يمارسون الكيل بمكيالين فهم في أندينهم الأوروبية يبذلون قصارى جهدهم ويجتهدون قدر المستطاع لإرضاء رؤساء نواديهم أما إذا تعلق الأمر بالجزائر فإنهم يدخلون بصفة الأبطال الذين يعتقدون أنفسهم بأنهم يقدمون خدمات خيرية لهذا البلد نتاج الهالة التي تُصنع من حولهم وعدد الصور (السيلفات) التي لايحوزون مثلها في مدن أوروبية لأنهم نكرة وفي مرتبة أدنى من الشهرة .وبعيدا عن ازدواجية الشخصية هذه التي يعيشونها إلا أن الازدواجية هذه سرعان ماتتحول إلى ازدواجية داخلية بعد أن كانت خارجية وتتمثل في أنهم كما أشرنا أي اللاعبين ينضبطون أمام الصرامة ولغة الأوامر والتهديد بالبقاء في دكة الاحتياط وبين مدربين آخرين يتملكهم الخجل والحياء وأقل خبرة...وكل هذا وذاك في ظل حضور وغياب عامل واحد ووحيد ألا وهو الصرامة..هذه الصفة يوم تغيب عن أية مؤسسة أو وحدة أو شركة أو جمعية وحزب يدب الانهيار بشكل هرمي وتدفقي حتى يصل وصول السرطان إلى الدم. وهذا ما حصل لفريقنا الوطني الذي لم يشخص القائمون عليه في البدء حقيقة دائه...فكانت الكتيبة تواصل المواجهات حاملة لهذا الداء الفيروسي. متشجعة شجاعة المحب للحياة فحدث أن جاءت ساعة الحق والإحقاق ويظهر أمام الجماهير العريضة بحلة العاجز عن النطق ويمكن تشخيص ذلك.. في لقطة أن أفضل لاعب في الفريق عجز عن تحويل ضربة جزاء  لهدف يحفظ ماء الوجه...ومن جهة أخرى يبين لنا التاريخ بأن لاعبا محليا مثل عطال وحده من يدفع ثمن صدقه وحماسته وإصابته دلالة عن أن ماكان يحوزه هذا اللعب هو مفقود لدى آخرين.
 شاعر وصحفي جزائري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024