يعكس الهجوم الإرهابي الأخير الذي تصدى له رجال الأمن بقوة بتيارت، عن يأس الذين يرغبون في إعادة النفخ في رماد الفتنة في الجزائر، معتقدين أن ما حدث في قسنطينة مؤخرا وتيارت عشية عيد الأضحى المبارك، وتبني ما يسمى «داعش» العملية الجبانة، بإمكانه أن يعطي تلك الدعاية التي تتحدث عن انتشار الإرهاب في الجزائر وقدرته على الضرب في وسط مقرات الأمن وهي الخطة الفاشلة التي لم تعد تنفع مع تطور الوعي الاجتماعي ووعي رجال الإعلام بخطة هؤلاء القانطين من روح الله في تحقيق لفت أنظار العالم من خلال تزامن هذه العمليات التي لا تمتّ بصلة للإنسانية مع مختلف المواسم والأعياد ومحاولة توجيه الرأي العام للتشكيك في الوضع الأمني وقدرة الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن المشتركة في التصدي للهجمات الإرهابية.
إن المتتبع للسيناريو الذي تتخذه بقايا الجماعات الدموية في الجزائر، نابع من توصيات وأوامر تأتي من مخابر المخابرات العالمية في سياق مرحلة ما بعد «داعش»، هذا الفيروس الذي انتهت مهمته بالقضاء عليه في العراق ومختلف أنحاء سوريا، وتعمل مختلف دوائر صناعة السلاح فبركة سيناريوهات تدمير دول المقاومة والمواقف العادلة على صناعة فيروس إرهابي جديد انطلاقا من قرار الولايات المتحدة الأمريكية تعزيز قواتها في أفغانستان تأهبا لمرحلة إرهاب جديد قد تكون أقوى وأخطر وستمس مختلف دول العالم وليس دول العالم العربي والإسلامي وإفريقيا.
وقد تكون هذه العملية التي تصدى لها رجال الأمن ببسالة كبيرة، خطوة من المتآمرين على الجزائر لتوجيه الجيش الوطني الشعبي المرابط بالحدود الجنوبية على مسافة أكثر من 6000 كلم، حيث أطبق على الحدود وأجهض كل محاولات إغراق الجزائر بالسلاح والمتفجرات، حيث أيقنت الجزائر أن أمنها مرتبط بالدفاع المتقدم أو خطة الضربات الاستباقية حتى تمنع دخول الشر إلى البلاد.
وما زاد من يأس بعض الفلول النائمة التي تنتظر الأوامر من الخارج، هو رد فعل الشعب الجزائر الذي استنكر العملية وعبّر عن رفضه لهذه السلوكات الهمجية، حيث كانت تلك العملية محل سخط من قبل الجميع، ظهر ذلك في خطب صلاة العيد والجمعة، حيث أكد الأئمة على ضرورة نبذ العنف والإرهاب وشكر وحمد الله على نعمة الأمن التي ننعم بها.
وقدمت مصالح الأمن صورة مشرفة من خلال التصدي السريع لرجال الأمن للإرهابي الذي كان ينوي اقتنام مقر أمن مدينة تيارت لتفجير نفسه وإحداث أكبر قدر ممكن من الضحايا للفت أنظار كبرى وسائل الإعلام العالمية على أن الجزائر مازالت تعاني من الارهاب، لكن منع رجال الأمن لذلك يؤكد جاهزيتهم واحترافيتهم وقدتهم على التكامل مع المؤسسة العسكرية في التصدي للهجمات الإرهابية في مختلف أنحاء الوطن. وكانت ردة فعل شهداء المهنة والجزائر محل فخر واعتزاز كل الجزائريين الذين تأكدوا من استعداد الكثيرين للتضحية من أجل أن تعيش الجزائر هادئة ومستقرة.
إن التحولات الوطنية والإقليمية والعالمية تقتضي يقظة واسعة من مختلف القوى الحية في البلاد، لأن الجميع مطالب بالوعي بما يحدث في العالم، فإطالة عمر الأزمة الليبية والمالية والنيجيرية من قبل بعض قوى الشر، هدفه كسر صمود الجزائر وجرها إلى حرب استنزاف ترهقها اجتماعيا واقتصاديا. وتضاف هذه المخططات الشريرة، إلى الحرب التي تشنها بعض الدول على النفط وأسعاره لإضعاف الميزانيات وتحريض الجبهات الاجتماعية على السلطات لإحداث الفوضى ومنه إدخال الجزائر في مصف دول «الخراب».