الشر المستطير ..

أمين بلعمري
22 أوث 2017

كانت المخدرات و ما تزال وسيلة من وسائل الحروب الناعمة أو غير المعلنة، ففي القرنين الثامن و التاسع عشر الميلادي شنت بريطانيا حرب الأفيون الاولى ضد الصين بعد رفض الإمبراطور الصيني دخول منتجات الشركة الهندية الشرقية الامبراطورية المنتجة للأفيون  و تلتها حرب الأفيون الثانية التي شنتها بريطانيا بمعية فرنسا هذه المرة  بعد صدور قرار امبراطوري يمنع دخول الافيون الى البلاد، بعدما تحول الشعب الصيني الى مدمن مخدرات يبيع كل ما يملك من أجل الحصول على تلك العشبة الخبيثة التي تنتجها الكارتلات البريطانية الفرنسية في مزارع تصل إلى الاف الهكتارات في الاراضي الهندية وبقي الحال كذلك و لم يتخلص الشعب الصيني من هذا الطاعون القاتل الا بعد وصول الزعيم ماوتسي تونغ الى الحكم في الصين و اتخذ قرار منع بموجبه تجارة الأفيون بعدها فقط استفاق الشعب الصيني من غيبوبته فكانت استفاقة  عملاق تم تخديره لزمن طويل  و أين هي الصين اليوم ؟
لا شك أن هذا يعطينا انطباعا كافيا عن خطورة المخدرات و المهلوسات التي تشن علينا بواسطتها حرب بدون هوادة من أجل تدمير المجتمع الجزائري و هي حرب مستمرة لا تتوقف تضرب في كل مكان فلم تعد تستهدف اليوم المنحرفين المعروفين الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة في الأحياء الشعبية فقط و لكنها اصبحت تقتحم المدارس و الثانويات و الجامعات و كل المؤسسات بل حتى المساجد لم تسلم من ترويج هذه السموم ، انها بالفعل الشر المستطير في كل مكان و لكن رغم هذا الانتشار الواسع لا أحد ينتبه لذلك  ولا تكون الاستفاقة الا بعد تعفن الوضع، فمدراسنا ، ثانوتينا و مراكز التكوين و غيرها من المؤسسات أصبحت تعج اليوم بالضحايا و هذا ما يفسر تزايد العنف فيها وفي الشوارع و الأحياء...الخ بهذا الشكل المخيف و الوحشي أحيانا و انتشار تعاطي المخدرات و المهلوسات الى درجة أصبحت تقارير اعلامية تتحدث عن الترويج لقرص مهلوس و بشكل واسع يطلق عليه الـ «زومبي» يجعل البشر يأكلون لحم بعضهم ؟
ان الجزائر مستهدفة ضمن حرب مركزة لإغراقها بالسموم و الكميات المخيفة التي يتم حجزها على حدودنا المقدرة بعشرات الأطنان سنويا تثبت أن هذه الحرب تقودها دول بمخابراتها و مخابرها و ليس مجرد جماعات تهريب و ترويج و نحن نواجه بالفعل حرب أفيون حقيقية شبيهة بتلك التي شنتها بريطانيا و فرنسا على الصين هدفها أن يكون أكبر طموح لدى الشباب الجزائري هو الحصول على قرص مهلوس أو عشبة مخدرة  ولو كان ذلك مقابل  بيع شرفه ، وطنه و دينه . 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024