إنها الحرب المفتوحة على شبكات الإجرام وعصابات الإرهاب لا تتوقف في الزمان والمكان، غايتها تأمين الجزائر من أي خطر يهدد سلامة أرضها واستقرارها. الحرب التي يخوضها الجيش بلا توقف مواصلة لجهود تأمين الحدود والتصدي للتهريب وغيره من أشكال الجريمة المنظمة ترجمت ما تعهدت به المؤسسة العسكرية بأنها بالمرصاد لمن تسول له نفسه المساس بأمن الوطن الأمين المفدى. وهو تعهد ما انفكت القيادة العليا للجيش تكشف النقاب عنه وتعلنه جهرا أمام الملأ أن الجيش على عهد الأسلاف سائر، مشبعا بقيم الحرية وفيا لوصية من فجروا ثورة نوفمبر المجيدة «إذا استشهدنا حافظوا على ذاكرتنا».
على هذا المنوال يستمر الجيش في معركة مصيرية أخرى مقدما تضحية ثالثة من أجل إعلاء شأن الجزائر ووضعها نصب الأعين مجهزا نفسه بفنون القتال ووسائله وتكنولوجيات المواجهة غير عابئ بالأخطار والتحديات في محيط إقليمي مضطرب وصراعات جيواستراتيجية تحكمها مصالح القوى ويفرضها النفود ورؤى استشرافية تدرس أدق تفاصيل التهديدات القادمة وآليات التصدي لها قبل وقوعها.
على هذا الدرب يواصل الجيش مهامه اعتمادا على المبدأ المقدس الثابت في معادلة السياسة الدفاعية: العمل واليقظة غايته الحفاظ على سلامة ترابنا وضمان الأمن والاستقرار مبرزا في المواجهة المصيرية مع شبكات الجريمة احترافية اكتسبها بفضل منظومة التكوين الثابت فيه والمتغير وتخصصات تحرص عليها مدارس عسكرية عليا لتخرج كفاءات بشرية مؤهلة لتسيير المنشآت والهياكل وإدارة شؤونها باقتدار لا يسمح بالخلل والهفوة، تعزز أداءها الوظيفي تكنولوجيا متطورة.
بفضل هذه الجاهزية محل الاعتبار والتقدير، نجح الجيش دوما في كسب المواجهة المفتوحة مع الإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة محطما حسابات الطامعين والمتآمرين الذين أخطأوا التقدير والمقاصد. ودليل ذلك العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش في مختلف جهات الوطن والنتائج المسجلة في تقارير تطلع الرأي العام بحقائق الاشياء وتفاصيلها. وتبرهن على قدرات وحداتنا العسكرية في إبطال مفعول أي تهديد.
بالأمس فقط نجحت وحدات الجيش على الشريط الحدودي لبرج باجي مختار بالناحية العسكرية السادسة باكتشاف مخبأ مدجج بالأسلحة الحربية من قاذفات صواريخ، رشاشات وبنادق نصف آلية وغيرها من الذخيرة. وليست هذه المرة الأولى التي تعثر فيها وحدات الجيش على ترسانة من الأسلحة الثقيلة وتبطل محاولات الأعداء ومنعدمي الضمير لاختراق حدودنا مبرهنة للمرة المليون على نجاعة الاستراتيجية المنتهجة لاكتساب عوامل القوة وبلوغ أقصى درجات الجاهزية في كسب الرهان.
النتيجة ، أن جهود مختلف الوحدات العسكرية التي تخوض معركة مصيرية أخرى لتأمين الجزائر من أي خطر محدق وفق تقاسم وظيفي وتكامل مهام، تبرهن على مدى النهج السليم المتبع، وجدوى القراءة العسكرية للأحداث المتلاحقة المتسارعة ودقة الرؤية الاستشرافية الحريصة على تكييف أفراد الجيش وإطاراته مع المتغيرات والنهل من العلوم وتوظيف التكنولوجيا الحربية محولة المستحيل إلى ممكن.