التضامن الإفريقي .. علامة جزائرية مسجلة

أمين بلعمري
09 أوث 2017

 

كانت أبواب الجزائر و لاتزل مفتوحة أمام الشعوب المكافحة من أجل قضاياها العادلة و من أجل استعادة حريتها و استقلالها و لا عجب في ذلك فالجزائر مشهود لها في الدفع بمسار استكمال تحرير القارة الإفريقية من الاستعمار حيث احتضنت حركات التحرر الوطني الإفريقي و دربت الكثير من رجالات و رموز الحرية و مكافحة الميز العنصري في القارة السمراء على غرار نيلسون مانديلا و هي من وقفت و لا تزال إلى جانب الشعبين المحتلين الفلسطيني و الصحراوي و لم تبدل تبديلا و لهذا لم يكن  وصف "قبلة الثوار" الذي أطلقه  الزعيم الافريقي  أميلكار كابرال على الجزائر رميا للورود .

استمرارا في هذا النهج تفتتح اليوم بمدينة بومرداس فعاليات الطبعة الثامنة لإطارات البوليساريو و الدولة الصحراوية و هي محطة أخرى تجدد من خلالها الجزائر التزامها بدعم القضايا العادلة و احتضان حركات التحرر تجسيدا لروح التضامن مع المضطهدين و "المحقورين" و هذا تصرف لا يمكن اختصاره في موقف سياسي فقط و لكن التزام نابع من ثقافة تضامنية متأصلة لدى الشعب الجزائري و لعل كل من تابع المقابلة الكروية التي جمعت الفريق الوطني الجزائري و الفريق الفلسطيني العام الماضي يكون قد فهم الرسالة التي بعث بها الشعب الجزائري الى العالم و و إلى الاشقاء الفلسطينيين عندما ناصر فريق الخصم  على حساب المنتخب الوطني نفسه و لا أتصور  أنه في حال يواجه  المنتخب الصحراوي المنتخب الوطني سيتصرف الجمهور الجزائري غير هذا لأنه طبع أصيل و الطبع يغلب التطبع دائما ، فالشعب الجزائري جبل على الوقوف في صف المظلومين خاصة عندما يتعلق الأمر بالبعدين الإفريقي و العربي ، تصرف يستند إلى قناعة تتغلب على المواقف السياسية الظرفية التي تخضع لحسابات المصالح و هذا ما يفسر المواقف المبدئية للجزائر التي لم تتخل عنها الجزائر حتى و هي تمر بأحلك الظروف و فضلت التمسك بها وحيدة و لم تستسلم  أمام المساومات و الضغوط و قاومت العاصفة حتى انجلت الرؤية .

ان احتضان الجزائر للجامعة الصيفية للبوليساريو ليس الا مشهدا من مشاهد التضامن مع الشعب الصحراوي و مع كل شعوب و دول القارة الافريقية فالاشقاء الصحراويون الفارين من بطش الاحتلال كانت لهم الجزائر الملاذ الآمن و لاتزال على مدار أكثر من 40 سنة و لا تزال في انتظار استرجاع أراضيهم المسلوبة كما وجد الفلسطينيون و السوريون و الافارقة القادمون من جنوب الصحراء بدورهم و لاعتبارات إنسانية الملاذ الآمن كذلك و تم استقبالهم و إيواؤهم رغم وضعهم غير القانوني إلا أن عصابات تهريب البشر و الدعارة و التسول دخلت على الخط و أخلطت كل الأوراق فأصبح وجود هؤلاء خطر حقيقي على أمن الجزائر  و استقرارها.  

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024