الـ"أفريكا فافيلاس".. التهديد النائم..

أمين بلعمري
01 أوث 2017

 تحولت الأمواج البشرية الهائلة من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من افريقيا جنوب الصحراء نحو الجزائر إلى معضلة حقيقية خاصة بعد اتخاذهم للمفرغات العمومية ، أطراف الوديان و حواف السكك الحديدية تجمعات شيدوا عليها بيوتا قصديرية تحولت إلى مايشبه الـ "فافيلاس" البرازيلية بعدما تحولت إلى أوكار للجريمة ، المخدرات و الدعارة  و كل أنواع الممارسات غير القانونية و تعد بأن تكون أوكارا محتملة لعصابات التهريب ، الاتجار بالبشر و العناصر الإرهابية و هذا ناهيك عن استفحال الأمراض و الأوبئة بسبب غياب قنوات الصرف الصحي و الرقابة الطبية ...الخ و الأخطر في كل هذا أن تلك التجمعات القصديرية العشوائية أصبحت قواعد خلفية لشبكات التسول و الابتزاز التي تستغل النساء و الأطفال المنتشرين في شوارع و طرقات البلاد خاصة على مداخل المدن الكبرى و مناطق الازدحام المروري التي أصبحت تشهد اندلاع  ملاسنات و مواجهات  بين  عناصر تلك الشبكات من أجل السيطرة على مناطف النفوذ و التسول.

ان التجمعات القصديرية للمهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء يجب إزالتها نهائيا  لأنها أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا لسلامة المواطنين و أمنهم  كما أنه من غير المعقول التسامح مع وجود تلك النقاط السوداء في الوقت الذي أنفقت فيه الجزائر الملايير من الدولارات للتخلص من البيوت القصديرية لتجد نفسها تواجه  بؤر قصدير جديدة تتوسع كالفطر لمهاجرين غير شرعيين استغلوا  إنسانية و طيبة الشعب الجزائري و تساهل السلطات العمومية و تفهمها لظروفهم الإنسانية  القاهرة ليدهسوا القوانين بأرجلهم الى درجة أصبح معها الوضع لا يحتمل بعد تحول تلك التجمعات غير الشرعية إلى  مصدر تهديد للسكينة العمومية و لتقاليد و عادات الشعب الجزائري و لعل الفيديو الذي تداولته   مواقع و شبكات التواصل الاجتماعي يظهر فيه عدد هائل من المهاجرين غير شرعيين  من إفريقيا جنوب الصحراء بينهن شابات ترقصن بطريقة خادشة للحياء بأحد شواطئ غرب البلاد و بلباس غير محتشم.

 تعرض الشعب الجزائري لانتقادات من طرف بعض من تطلق على نفسها منظمات حقوقية  عبر تقارير جانبت الموضوعية يغلب عليها التوظيف السياسي جاءت مرفوقة بحملة تشويه واسعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي طالت الجزائريين و تتهمهم بالعنصرية و سوء معاملة  المهاجرين (الأفارقة) بينما نسوا أو تناسوا أن الجزائر تستضيف على أرضيها الآلاف من اللاجئين الصحراويين منذ 40 سنة أي منذ احتلال أراضيهم و آلاف أخرى من مختلف الجنسيات لم تضق بهم الجزائر ذرعا و لم تطلب المساعدة من أحد  و الجاحد فقط  ينكر ما  قدمته الجزائر لدول و شعوب تتقاسم معهم البعد الافريقي و تفتخر بذلك و في اطار عرى التضامن و التعاون الإفريقيين  قدمت الجزائر الكثير بداية من المساهمة في تحرير القارة من الاستعمار كما قامت الجزائر بعد الاستقلال  بتفكيك خيوط العديد من الأزمات و النزاعات الدموية في إفريقيا كان آخرها الوساطة في أزمة  مالي التي توجت بالتوقيع على اتفاق للسلم و المصالحة في هذا البلد الجار، أما على الصعيد الاقتصادي فيكفي أنهار مسحت  ديون 14 دولة افريقية بتكلفة ناهزت 1 مليار دولار أمريكي بمناسبة الذكرى الـ 50 لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية و رمزية هذا التوقيت تغنينا عن المزيد. 

    

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024