بأي ذنب قتلت...؟

أمين بلعمري
28 جويلية 2017

عندما تلقى أم حامل وجنينها مصرعهما بسبب رفض ثلاثة مستشفيات التكفل بها فان هذا يعكس نسبة التسيب والاستهتار المنتشرة في مستشفياتنا وإلا كيف نفسر هذه الحادثة الأليمة  وماهي مبرارات رفض استقبال هذه الحالة علما أن غالبية المستشفيات والمؤسسات الاستشفائية تحتوي على مصلحة للتوليد وبالتالي الرفض لعدم التخصص كما جرت العادة يبدو أمرا غير وارد أو يكاد؟.

ان الحادثة المأساوية هذه، هي في حقيقة جريمة قتل مكتملة الأركان تستدعي التحرك السريع للعدالة للتحقيق في ملابساتها ومعاقبة المتسببين فيها  وقد تعلمنا أنه يكفي أنك تصادف أي شخص في حالة خطر ولا تقدم له يد المساعدة لتطالك يد العدالة والمساعدة تكون في الغالب بنقل هذا الشخص المستشفى فما بالك عندما يرفض المستشفى نفسه استقبال من توجه إليه طمعا في النجاة ولا يلقى مجيبا لاستغاثته ؟ كما حصل مع أم مسكينة  في عمر الزهور وجنينها بولاية الجلفة التي فقدت حياتها بعدما تقاذفتها مستشفيات الجلفة، عين وسارة و حاسي بحبح في رحلة ذهاب وإياب قضاها زوجها المسكين انتهت بموت زوجته وابنه المنتظر.

ما هذه إلا عينة من معاناة يومية للمواطنين في المستشفيات العمومية بسبب تصرفات فردية طائشة وغير مسؤولة في ظل غياب الرقابة، الردع والعقاب ولا يقتصر الأمر على المستشفيات والمؤسسات العمومية فالعيادات الخاصة حدث ولا حرج حيث أصبح بعضها شبيه بالمذابح  والهم الوحيد للقائمين عليها  و حتى الأطباء العاملين بها هو تحصيل المال تحت شعار "المال من جيبك والشفاء من عند الله" عندما تسأل أحدهم عن نسبة نجاح العملية أو نسبة النجاة  وقد وقفت بنفسي على مشاهد مقززة أول أمس في أحدى العيادات بحي سيدي يحي بحيدرة حيث رأيت أطباء يجوبون أروقة تلك العيادة ويصفون الدواء للمرضى وأرجلهم وملابسهم ملطخة بالدماء بعد خروجهم من غرفة العمليات مباشرة و إليكم أن تتصوروا حجم الميكروبات والجراثيم التي يمكنها أن تنتقل من هذه الغرف الموبؤة إلى المرضى ومن يعودوهم من أقاربهم وأصدقائهم حينها تساءلت أين هي مديريات الصحة والمفتشيات التابعة للوزارة الوصية من كل ما يحدث؟

إن معاقبة مرتكبي كل هذه التصرفات تحت طائلة القانون هو وحده كفيل بوقف هذه الظواهر السلبية التي أصبحت  تسيء إلى سمعة المستشفى و الطبيب الجزائري و المنظومة الصحية الجزائرية كلها وتجعل المواطن يفقد الثقة في هذه المنظومة إن لم يكن ذلك قد حصل فعلا وإلا كيف نفسر نزوح الآلاف من الجزائريين الى تونس ودول أخرى من أجل العلاج  ؟ !

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024