تعالت الزغاريد في بيوت العائلات الجزائرية بعد عام مضن ومتعب كان فيه جميع افراد العائلة مجندين من اجل التحضير لامتحان شهادة البكالوريا التي وإن دار حولها الكثير من النقاشات الا انها تبقى نقطة تحول كبيرة للطالب والعائلة ككل، وكما عاشها اباؤنا عشناها نحن واليوم يعيشها ابناؤنا بعد اعلان نتائج البكالوريا.
فرحة كبيرة لا يمكن ان يصفها الناجح الذي تحولت أيامه إلى كابوس حقيقي في الفترة الممتدة بين آخر يوم من الامتحان الى يوم الحسم والفصل، فعلى غير العادة تجتمع العائلة التي وان لم تجلس في قاعة الامتحان الا انها امتحنت في مؤازرتها وحبها ودعمها لأحد افرادها المقبل على امتحان مصيري النجاح فيه رغم كل محاولات التنقيص من حجم بوابة مفتوحة على المستقبل بل وأول خطوة ثابتة في طريق تحقيق الحلم.
نتائج البكالوريا وبعد ان ينتظر اباؤنا بسماع اسمائهم على امواج الاذاعة التي كانت تعيش عرسا حقيقيا فمن الصباح الى المساء تقرأ اسماء الناجحين الذين كانت اعدادهم لا يتعدى الآلاف تتخللها اغنيتان جملتان فيمهما الكثير من الحنين للكثير من الاشخاص هما اغنية القامة الفنية الجزائرية رابح درياسة “جابو البكالوريا جابوها هادوك الغزلان” واغنية العندليب عبد الحليم حافظ “وحياة قلبي وافراحوا”، كلمات عكست لسنوات طويلة جو السعادة التي يسود العائلات الناجحين في البكالوريا.
اليوم قلصت التكنولوجيا “سوسبانس” الانتظار سواء سماع النتائج عبر امواج الإذاعة او تعليق قائمة الناجحين في الثانوية بموقع الكتروني يكفي رقم التسجيل للاطلاع على نتيجة الامتحان، ولكن التطور لم يحرك في تفاصيل الفرحة شيئا فمازال الجيران يجتمعون عند عائلة الناجح بمجرد اعلان الزغاريد نتيجة جهد سنة كاملة من الدراسة، يدخلون مهنئين باكين مع الام التي تراها غير مصدقة لنشوة النجاح وكأنها من تحصل على الشهادة، دموع تنهمر على وجنتها معلنة نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة في حياة ابنائها.