الثورة مصدر الهام الجزائريين

جمال أوكيلي
14 جويلية 2017

تبقى ثورة أول نوفمبر المجيدة مرجعية أبدية راسخة في وجدان الجزائريين الأحرار الذين ترتعش فرائسهم وتدمع عيونهم كلما استحضروا شريط كفاحهم البطولي ضد استعمار استيطاني غاشم ووحشي، ومعاناتهم اليومية في الريف والمدن من تمشيط، مداهمات، اعتقالات، حرق وقصف، هذا ما يعرف بسياسة الأرض المحروقة.
ويزداد هذا الشوق والحنين اللامحدود عند استذكار الشهداء الأبرار، الذين سقطوا إلى جانب إخوانهم الأخيار، خلال معارك طاحنة أبلوا فيها البلاء الحسن بفضل خصال نادرة في الإقدام ومقارعة العدو وجها لوجه بتكبيده خسائر لا تعد ولا تحصى في العدة والعتاد.
هكذا كانت الثورة الجزائرية كل نصوصها الأساسية تتحدث عن بطل واحد ألا وهو الشعب، والفكر الجماعي في القيادة، وهكذا ذاب الشخص بداخل هذا الزخم، مبعدة ما يسمى بعبادة الشخصية أو حب الزعامة، هذا المنطق كان أقوى من كل النظريات القائمة حول الحكم.
ولابد من القول هنا إن خلاصة كل هذا المسار الشاق والمضني كانت نتيجته إيجابية ألا وهي نيل الاستقلال الهدف المركزي الذي حدده بيان أول نوفمبر، وعليه فإن التضحيات الجسام لم تذهب سوى وعلينا أن نكون أوفياء لهذه الثورة فيما نقوله اليوم.
لم يمر عن 5 جويلية إلا أيام قلائل حتى بادرت بعض الجهات إلى إثارة قضايا شائكة جدا حول الشخصيات الثورية، لا ندري خلفيات هذه الشهادات بالضبط.
ما صدر عن هؤلاء يعد حقا عملا مقلقا من زاوية الأبعاد التي نريدها، الثورة لم تكن أبدا عبارة عن ساحة للنزاعات والصراعات كما يحلو للبعض قوله ومهما حاولوا تبييض أحداث معينة فإن التاريخ يرفض ذلك وسيقف بالمرصاد لأي خطوة في هذا الشأن ولن يرحم أحدا.
هذه الصورة التي يريد هؤلاء تقديمها لا تمت بصلة للثورة، التي كانت تدك معاقل الاستعمار دكا من أجل الاستقلال ولم تؤثر في مسيرتها أبدا بدليل أنها طردت الاستعمار شر طردة، غادرها وهو يجر أذيال الهزيمة النكراء التي لحقت به.
لذلك، فإن أولى ما نقوم به هو حرصنا على إفادة هذا الجيل بقيم الثورة من حب الوطن، التضحية، العمل، التضامن، الإحترام والتقدير والعدالة وغيرها، هذا ما يطلب منا نقله لهذا الجيل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024