التشويش على الجزائر

جمال أوكيل
10 جويلية 2017

ما يثيره البعض أحيانا من ضجيج تجاه ما يسمى بالمشاريع العملاقة، الممتدة من أدغال إفريقيا، إلى نقاط معينة من شمالها، إنما يندرج في إطار التشويش على الجزائر ومحاولة إرباكها وتشتيت مساعيها والتأثير على قرارها.
الذين يُقيمون الدنيا ولا يقعدونها من أجل مشاريع وهمية اتخذوا من مسلك المناورة المنطلق في سياستهم مع الآخرين يصرحون بأي شيء لا أساس له من الصحة، أكاذيب، ادعاءات وإشاعات وكأن الأمر يعتبر عاديا بالنسبة لهم، لقياس مدى حجم ردود الفعل بخصوص تلك القضية.
فالأصوات المرتفعة، والتي تدّعي بأن هناك أنبوبا قادما من نيجيريا باتجاه بلد من شمال إفريقيا مجرّد مناورة ليس إلا.. إذا ما قورن ذلك بالمعطيات الواقعية التي تسير في اتجاه عدم قدرة أي كان من هؤلاء على تجسيد ما يقولونه زيادة عن عجزهم الكامل في عملية التركيب المالي من يموّل المشروع؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي يستحيل إيجاد جواب له إذا ما تعمّقنا في كل الحيثيات في المنطقة.. أولها أن القرار يوجد في أيدي الشركات البترولية المتعدّدة الجنسيات هذه الأخيرة غير مستعدة دخول أي مغامرة غير محسوبة ومحسومة.. دون معرفة ما هو متفق عليه دراسة الجدوى وعمليا فإن هؤلاء يدركون جيّدا بأن الإقدام على مثل هذه الخطوة يعدّ انتحارا وتوقيعا لشهادة وفاة مفهوم المناجمنت عندهم والربحية التي تحركهم.
لذلك، فإنه من المستحيلات السبع الخوض في مثل هذه المشاريع، بالإضافة إلى أن أي دولة مهما كان وضعها المالي لا تقدم على رمي ما لديها في مشروع لا تعرف ما سيدر عليها من عائدات.
هذا كله يؤدي حتما إلى القول، بأن فرضية الجانب الإقتصادي مستبعدة ولا تحمل أي عوامل إيجابية يبقى الآن الشقّ السياسي الذي استثمر فيه البعض من هؤلاء، وألقوه كبالون اختبار لمعرفة درجة التفاعل معه، مع ترك هامش التفكير في صحة ما تحدثوا عنه واستنادا إلى الخبراء، فإنه يستحيل الإنطلاق في مشروع كهذا يمتد على آلاف الكيلومترات.. وفي تضاريس معقدة جدّا..
كما أنه ليس هناك من يبدي استعدادا لتولي الإشراف على المشروع، خاصة من ناحية التمويل زيادة على الأوضاع الأمنية الهشّة.
هذا ما يؤكد، بأن هناك أطرافا لا يهدأ لها بال، رؤية الجزائر تنشط بحكمة وتعقل في المنطقة من أجل تثبيت ركائز الإستقرار سواء في الساحل أو في ليبيا، خدمة لهذه الشعوب وإحلال التنمية محل القلاقل الراهنة.
وعليه، فإنه جدير بالتأكيد بأن كل البرامج الاقتصادية في ربوع الوطن تموّل جزائريا الطريق السريع شرق ـ غرب الميترو، التراموي، السكنات ، السدود، الأنفاق، في الوقت الذي ما يزال البعض ينتظر ما يغدق عليه الآخرون من أموال لبعث مشاريعهم وهذا هو الفرق في الحفاظ وحماية القرار السيادي من كل ضغط خارجي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024