كثيرة هي المواقف الغريبة التي قد تحدث بين التاجر و الزبون في شهر رمضان و التي تطرح تساؤلات حول المنطق في تحليل الأمور، حيث صادفنا موقفا مثيرا في متجر لبيع الحلويات، بالرغم من أنه يبدو جد نظيف إلا أن المظهر قد يخفي العديد من الأشياء كما يقال، والسبب أن زبونا طلب اقتناء الحلوى .. وبدأ البائع يأخذ الواحدة تلو الأخرى حسب طلب الزبون .. جميل ...
لكن فجأة ثار المستهلك قائلا : «مع كل الإمكانيات الموجودة حاليا ونحن في 2017، مازلت تمسك الحلوى بيديك دون الملاعق المخصصة لذلك، أرجوك لا يمكنني اقتناؤها .. إنها مادة حساسة تحتاج إلى نظافة كبيرة، خاصة وأنكم لا تحرصون إلا على زيادة الثمن دون توفير أدنى شروط تقديمها «...
أمام هذا أرتبك البائع برد فعل الزبون، خاصة بوجود الزبائن داخل المحل أين خرج اثنان منهم بسبب هذه الواقعة التي كانت غريبة بالنسبة لـ «بائعنا « الذي قال : « ياخي - تشي تشي – حياتي كلها ومنذ 15 سنة وأنا أقدم الحلويات بهذه الطريقة لأنني أعرف نفسي بشكل جيد والنظافة لا أراها بهذه الطريقة، و الله « مايزيد يدخل المحل كيما هذا النوع من «المشتارية «؟.
ياله من منطق ؟ فالنظافة بالنسبة لبعض التجار يحق لهم القيام بتصرفات تقنعهم، لكنهم لا يبالون بملاحظات المستهلك، لأن رد فعل الزبون كان في محله بدرجة كبيرة في الوقت الذي لم يتفهم التاجر أن شروط بيع هذه المادة واضحة وبالتالي لابد من مراعاة هذه التدابير التي تبعده عن مثل هذه الملاحظات ويقدم للزبون مادة جد نظيفة .
ولاحظت أن « هذه الواقعة « أثرت فعلا في التاجر إلى درجة كاد أن يفقد توازنه حيث شعر بالحرج أمام مرأى الزبائن .
لذلك، فإنه بالرغم من الحضور القوي للامبالاة في محلات بيع المواد الاستهلاكية « الحساسة « يبقى للمستهلك دور في الدفاع عن « حق اقتنائه لمادة سليمة وفي ظروف محترمة لأن ذلك يتماشى مع حرصه المتواصل على صحته و صحة أفراد أسرته .