حماية المخزون الثقافي أولوية وطنية ..

أمين بلعمري
14 جوان 2017

تمتلك الجزائر مخزونا ثقافيا زاخرا و متنوعا متعدد الأعماق بداية من العربي -الأمازيغي - الإفريقي وصولا إلى العمق الإسلامي و شساعة المساحة الجغرافية لبلادنا أنتجت شساعة ثقافية أهلتها لتكون نموذجا للحوار و التعايش و ازدهار ثقافة القبول بالأخر و يمكنك اكتشاف حجم ذلك من خلال الفسيفساء الموسيقية الموجودة في بلادنا من حيث الطبوع الموسيقية و الكلمات المستعملة.
غنى الجزائر بتراثها و مخزونها الثقافي جعل هذا الأخير محط أنظار جيرانها و زاد من أطماعهم الرامية إلى السطو على أجزاء أصيلة من تراثنا و ثقافتنا و محاولة تقديمه على أنه غير جزائري كما يفعل الأشقاء في المغرب عبر محاولات متعددة و متكررة للسطو على أجزاء من تراثنا و إلحاقها برصيدهم التراثي و تصنيفها في خانة  العلامات المغربية المسجلة  في حين أنها ميراث جزائري خالص متوارث أبا عن جد دون أن يتنافى هذا مع أدبيات التراث المشترك الذي تتقاسمه الشعوب المغاربية و لكن دون المساس بخصوصية كل بلد في المنطقة بل احترام هذه الخصوصية و الحفاظ عليها و ليس محاولة السطو و سياسات تغيير الأنساب كما فعل جيراننا مع القفطان الجزائري و محاولات الاستيلاء عليه و نسبته إلى لمغرب و كذا  مختلف الطبوع الغنائية مثل الشعبي و الراي ...الخ و هي كلها ممارسات تتنافى تماما مع الفعل الثقافي و الأمانة العلمية و الثقافية التي تحرم السطو على أملاك الغير.
إن هذه المعطيات تؤكد أن مخزوننا الثقافي مهدد بشكل كبير و هذا ما يحتم على الدولة الجزائرية أن تجعل حماية التراث الوطني من عمليات النصب و الاحتيال كحماية المعادن النفيسة لأن التراث هو الثروة الحقيقية و الحصن الذي يمكنه أن يصد كل الهجمات الجهنمية التي يبحث أصحابها عن أي مدخل لتنفيذ أجندات التفتيت و التجزئة التي نراها اليوم تشتغل في دول جارة و أخرى قريبة منا من خلال إيقاظ المتناقضات و النفخ في الاختلافات و تحويلها خلافات و عندما يتم استنفاد المخزون الثقافي أو تضعييه تضيع بوصلة الشعوب و تدخل في نفق التيه الثقافي و الهوّياتي و هذه هي بداية النهاية .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024