تعدّدت الصور البعيدة عن منطق تقديم وبيع السلع، لا سيما في شهر رمضان وموسم الحر التي تدفع للتساؤل حول غياب حرص المستهلك الجزائري على صحته وصحة أفراد أسرته بالتعرض للتسممات، عندما يتوجّه لاقتناء مواد غذائية معرضة للتلف، وبالتالي تشجيع الباعة الفوضويين .. ونقدم فيما يلي بعض هذه الصور التي «تصدمنا» في الكثير من الأسواق العاصمية هذه الأيام:
- بيع الزلابية في السوق بعرضها في طاولة بمحاذاة بائعي الخضر والفواكه منذ الصباح وإلى غاية اقتراب موعد أذان المغرب، دون مراعاة شروط النظافة في وضعها ولا عند تقديمها للزبون الذي للأسف الشديد يقتنيها بدون أي مشكل، حيث قال لنا بائع هذه المادة التي تستهلك بشكل كبير في الشهر الفضيل: «الحالة تمشي فور» ..بدون تعليق كما يقال.
- عرض وبيع مشتقات الحليب من ياغورت والأجبان المختلفة على الأرصفة طيلة اليوم والكل يعلم أن هذه المواد مكانها الصحيح والآمن «الثلاجة» وبدرجة حرارة مدروسة، دون أن نتحدث عن شروط النظافة التي يجب توفرها لتقديمها للزبون .. لكن على مايبدو، فإن «المسألة» مربحة للتجار، بالنظر لتزايد عددهم في بعض الأسواق وتواجدهم يوميا .. بالاضافة إلى توافد العديد من الزبائن لاقتناء الجبن من طاولات الأسواق .. وهنا أيضا تحدثت مع أحد التجار عن خطر تقديم الجبن في هذه الحالة وعرضه لأشعة الشمس .. فرد قائلا: «إن الجبن يتحمل الحرارة ومكتوب على العلبة» .. بالرغم من أن كل علب الأجبان والياغورت يمكننا قراءة يحفظ في درجة حرارة لا تتعدى 6 درجات.
- يحرص عديد التجار لعرض قارورات المياه المعدنية المتنوعة وحتى المشروبات الغازية والعصائر على الأرصفة، والتي «ستتشبع» بأشعة الحرارة التي تؤثر على المنتوج الموجود في مادة بلاستيكية .. حيث أكدت الدراسات العلمية وجود أخطار صحية على المستهلك من جراء هذه الحالة، بالرغم من أن المنتج وضع فقرة واضحة على القارورة موضح فيها شروط عرض منتوجه بعيدا عن أشعة الشمس..
ويمكن القول إن العديد من المستهلكين يتوجهون نحو المساحات التجارية الكبرى التي تعرض هذه المواد ضمن الشروط المتفق عليها لحسن الحظ.