كـــلام فايسبــــوك...

أمين بلعمري
11 جوان 2017

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مرتعا للدعاية والإشاعة دون أدنى اعتبار لمشاعر الناس إلى درجة أن قتل الناس وإحياءهم أصبح لعبة تتداول على هذه المواقع ومن منا لم يتابع أمس خبر وفاة الرئيس السابق اليامين زروال الذي انتشر على صفحات و بروفيلات الفايسبوكيين كالنار في الهشيم بل إن البعض منها تكلم عن مصادر موثوقة ومعلومة مؤكدة وهي تبريرات واهية يوظفها أصحابها للترويج للأكاذيب والترهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
إنها تصرفات تتنافى تماما مع قيمنا ومبادئنا المستمدة من ديننا الحنيف الذي يدعونا إلى التحري والتأكد قبل نقل الخبر ونشره والآية القرآنية واضحة في هذا الشأن إذ تحذرنا من تصديق أنباء الفاسق كما أن هناك حديث نبوي شريف يصنف المرء في خانة الكذاّبين بمجرد أنه يحدث الناس بما سمع دون تمحيص و لا تحري وأحاديث أخرى تدعونا إلى تحرّي الحقيقة والبحث عنها والتأكد من صحة ما ننقله ونذيعه حتى لا نتسبب في الأذى للآخرين خاصة عندما يتعلق الأمر بأرواح الناس وأعراضهم  والأخطر من ذلك تعريض أمن واستقرار البلدان والمجتمعات للخطر وغيرها من المواضيع التي تنهانا عن الخوض فيها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية جميعها دون استثناء.
إذا كانت وسائل الإعلام يمر فيها الخبر عبر غربال رؤساء التحرير قبل أن ينشر بالإضافة إلى إمكانية  تعقب الخبر المغلوط والوصول إلى المصدر يضاف إلى كل ذلك وجود سلطة ضبط تسهر على صحة الخبر من حيث النوعية والدقة في حين تبقى سلطة الضبط الوحيدة عندما يتعلق الأمر بالخبر في مواقع التواصل الاجتماعي هي الضمير والأخلاق ويستوي في هذه الحالة الذي نشر الخبر والذي تلقاه فكلاهما عليه إخضاعه لضميره وعقله وهناك حكمة جزائرية رائعة تنظم العلاقة بين الطرفين وهي « إذا كان اللي يهدر مهبول فلي يسمع ايكون عاقل» بمعنى إذا كان المتكلم مجنونا فعلى المستمع أن يكون عاقلا .
الأكيد أن الكثيرين أصبحوا لا يثقون فيما تنشره مواقع التواصل، حيث أصبح الواحد منا يتفاعل مع أي خبر بالعبارة التالية «رسمي أم كلام فايسبوك» ؟ و لكن رغم ذلك هناك شرائح واسعة تتأثر بما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي و لا تتأخر في النشر مرات و مرات خاصة في مجتمعات فيها الأمية متفشية ويسهل التلاعب بمشاعرها وعواطفها بسهولة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024