مرة أخرى يبعث الجيش الوطني الشعبي برسالة واضحة إلى تنظيم داعش الإرهابي وإلى من يقف وراءه مفادها أن أرض الجزائر الطاهرة المسقية بدماء الشهداء ليس فيها مكان لهذا التنظيم النجس الذي تبنى عملية إطلاق النار على نقطة مراقبة للدرك الوطني بوادي جمعة بالقرب من مدينة الأربعاء سهرة أمس الأول من رمضان والتي لم تسفر إلا عن إصابة 3 دركيين بجروح خفيفة.
إن الطريقة التي نفذت بها تلك العملية الإجرامية تثبت بما لا يدع مجالا للشك حجم المأزق الذي تعيشه بقايا تلك الجماعات الإرهابية وفلولها في الجزائر بعدما وجدت نفسها محاصرة وتقلص هامش المناورة لديها إلى الصفر، فتلك الجماعات الإرهابية التي كانت في السابق تقوم بنصب الكمائن لدوريات وأفراد الجيش والشرطة والدرك وكانت تقوم بتجريدهم من أسلحتهم وألبستهم ثم العودة إلى معاقلها في الجبال والأحراش أصبح أكبر إنجازاتها اليوم هو إطلاق النار عن بعد واللوذ بالفرار من الموت المحقق والعملية الإرهابية التي استهدفت نقطة تفتيش للدرك الوطني أول أمس تثبت حجم اليأس والإحباط الذي تعانيه تلك الجماعات وهذا ما يفسر أنها أصبحت تبحث عن أي قشة تتعلق بها لإثبات وجودها وإلا كيف نفسر أن تلك العملية جاءت ما يشبه «البارود العرّاسي» - على تعبير أجدادنا- الذي يحدث دويا دون أن يصيب أي هدف ؟ ولكن رغم ذلك سارع تنظيم داعش الإرهابي إلى تبني العملية وتصويرها على أنها فتح عظيم وذلك لرفع معنويات عناصره المنهارة وتسجيل حضوره بالجزائر إلا أن الرد كان سريعا ليكتشف أنه حتى أكاذيب وادعاءات تسجيل الحضور لم تعد متاحة وتم القضاء وبعد 24 ساعة فقط من وقوع العملية الإجرامية على إرهابيين اثنين بعد تطويق المنطقة وتمشيطها بإحكام.
لم يعد أمام الجماعات الإرهابية إلا خياران اثنان لا ثالث لهما وهما إما إلقاء السلاح وتسليم النفس وإما الموت أو في أحسن الأحوال التيه كالكلاب الضالة المطاردة في انتظار ما تفعله آفات الدهر وهذا أن ظاهرة الإرهاب التي أخذت تنتعش في بؤر وأماكن أخرى من العالم تعيش لحظاتها الأخيرة في الجزائر.