تعرف مختلف المدن الجزائرية توسعا غير مدروس وضغطا كبيرا على قطاع السكن الذي يظهر أن أزمته لن تحل بالنظر للكثير من المعطيات والمؤشرات والتناقضات.
ان المتجول في مختلف المدن الجزائرية لا ينكر بروز الكثير من الأحياء السكنية التي بنيت منذ حوالي 20 سنة، ولا ينكر أحد استفادة مئات الآلاف من الأسر الجزائرية من سقف محترم يحفظ كرامتهم، ولكن مع مرور الوقت ظهرت الكثير من المشاكل التي نغصت على المرحلين الجدد أو المستفيدين من مختلف أنواع السكنات «عدل» أو « السكن الترقوي العمومي» حيث وبعد انتهاء فرحة استلام السكن تبدأ مراحل المتاعب من خلال اكتشاف انعدام الكثير من المرافق الحيوية،ورداءة الخدمات وغيرها من النقائص التي تقتضي ضرورة وضع مخططات شاملة لمدن عصرية تحتوي على كل متطلبات الحياة.
يبقى بعد المدارس والمؤسسات التربوية والصحية وكثرة الازدحام وانعدام الأسواق الجوارية والهياكل الثقافية، التي جعلت المستفيدين من السكن في جحيم يومي، من بين المشاكل التي خلقت لديهم صعوبات أخرى بعد أن كانوا يتوقعون أن السكن حلا لمشاكلهم.
إن الجزائر التي قطعت خطوات كبيرة في مجال السكن وباعتراف الهيئات الدولية تبقى بحاجة إلى مخطط عمراني عصري يراعي التطورات للمدن، خاصة من حيث تقريب السكنات من مقر العمل، وعدم تسليم السكنات قبل استكمال كل المرافق الحيوية واللازمة مع العمل على تحضير السكان للتعامل مع المدينة، لأن مواصلة الأمر على ما هو عليه سيخلق متاعب إضافية.
كما أن العاصمة التي تعاني من ضغط شديد مازالت أكثر الولايات طلبا على السكن حتى ضاقت بها الأرض بما رحبت في مشهد يؤكد أن العاصمة مازالت في نظر الكثيرين هي الجزائر.