«واش صرا، 30 دج واحد ما راهو يدور هنا»..هذا تصريح ورد فعل بنرفزة كبيرة حدث يوم أمس لتاجر بأحد الأسواق في العاصمة، حيث كان ينتظر لمدة من يتقدم لشراء الطماطم التي وضعها بطريقة جذابة في طاولته، لكن دون جدوى.
حاولت الاجابة عن تساؤله بعدما تجولت في أروقة السوق، بأن المنافسة الشديدة ربما مع باعة آخرين من الذين يعرضون نفس السلعة بسعر أقل..لكنه ردّ قائلا: «واش حبيت نمدو الطوماطيش باطل، كانت تسوا قريب 200 دج ويشروها؟».
إنّه تصرّف غريب من جهة ومنطقي من جهة أخرى، من تاجر تعوّد بدون أدنى شك على «اللهفة» الكبيرة في شهر الصيام من طرف المستهلك الذي يقتني كل مايراه في السوق، وبالتالي يحدث عدم التوازن بين العرض والطلب وتبقى الأسعار مرتفعة تقريبا طيلة ايام الشهر الفضيل.
لكن يبدو أن رمضان هذا العام يسير في ظروف جد مشجّعة بالنسبة للمستهلك، الذي بإمكانه اقتناء ما يشتهيه من الخضر والفواكه الموسمية بأسعار «منطقية» ومناسبة جدا، بفضل الوفرة الكبيرة للمنتوجات المختلفة والتي «أخلطت بشكل كبير» حسابات المضاربين.
لذلك، فإنّ العمل على توفير المنتوجات بكميات كبيرة سوف يؤثر بشكل إيجابي على الأسعار، وتحدث توازنا كبيرا في الأسواق خلال شهر رمضان، لا سيما وأنّ هذا «الأمر الجديد على تاجرنا» الذي ذكرناه لم يكن موجودا بصفة خاصة في الأسبوع الأول من رمضان الذي كان يعرف بالتهاب الأسعار.
وإذا سارت الأمور على هذا المنوال، أي نحو الانخفاض بالنسبة للمواد الاستهلاكية الأساسية، فإن المستهلك الجزائري سيجد ضالته وأن تعرف كل المنتوجات منافسة شديدة في الأسعار. وتختفي تدريجيا صور «التهاب الأسعار»، ويعود التسوق إلى معناه الحقيقي باختيار السلعة التي تناسب الثمن الذي يضعه البائع دون الإحساس بضغط زائد عند دخول الأسواق.