يعكس تسارع الوقت في تنصيب الحكومة الجديدة واستلامها المهام في نهاية الأسبوع الظرف الخاص الذي تمر به الجزائر في ظل التحولات الوطنية والإقليمية والدولية والتي تتميز بكثرة بؤر التوتر،وتزايد المد الارهابي وتراجع الاقتصاديات العالمية في ظل انخفاض أسعار النفط ناهيك عن الكثير من الانشغالات الاجتماعية التي تتطلب حنكة لمسايرتها من اجل الحفاظ على المكاسب الوطنية وتدعيمها.
فبين تعيين الوزير الأول تبون وتنصيب الحكومة الجديدة واستلام مهاما لم تمر أكثر من 48 ساعة ما يؤكد رغبة السلطة التنفيذية في وضع التعديلات الدستورية الجديدة على السكة الصحيحة والشروع في تجسيد مختلف الاصلاحات ومواصلة أخرى وإتمام الاجراءات البروتوكولية في وقت قياسي يحمل الكثير من المؤشرات عن بدء مرحلة جديدة في تاريخ الجزائر.
ان عامل الوقت يعتبر أكبر تحدي فتسارع الزمن الذي نعيشه وتأخرنا في الكثير من المجالات سيجعل الحكومة تضاعف مجهوداتها مع استغلال كل الأوقات المتاحة بما فيها عطل نهاية الأسبوع والمناسبات لتدارك التأخر وكسب المزيد من الوقت واستثماره في مجالات أخرى،ويظهر ان السلطة التنفيذية تريد استغلال شهر رمضان وفصل الصيف وامتحانات نهاية السنة واختتام السنة الاجتماعية والبرلمانية لتقديم صورة جيدة وكسب ثقة المواطن.
سيجد تبون نفسه بعد استكمال انجاز السكنات أمام مهمة إعمارها لأن الشعب الجزائري ينتظر الكثير من هذا الرجل المتمرس في مختلف دواليب السلطة حيث وبعد ان جعل الجزائر نموذجا عالميا في القضاء على السكن الهش،وتنويع مشاريع السكن وقدرته على تنظيم مجال التجارة في ظرف قياسي ومروره على حقبة الاتصال والداخلية وكتابة دولة لدى الداخلية كلها معطيات تؤكد أن ما وصل اليه الرجل كان ثمرة تمرس وتدرج وهو ما قد يمكنه من منح قيمة مضافة للحكومة التي تبقى محل انتقادات كبيرة خاصة في تعاملها مع كبرى الملفات.
وسيعمل تبون على استكمال البرامج السكنية واحترام آجال التسليم للتنفيس على الجبهة الاجتماعية ودعم الاستقرار والسلم الاجتماعيين، للتفرغ لمرحلة ما بعد البترول وإخراج الاقتصاد الوطني من التبعية لبرميل النفط خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية المتعددة الأوجه وارتباطها بارتفاع التكاليف وتجميد العديد من مشاريع التنمية الأمر الذي سيجعل الوافد الجديد على رأس الجهاز التنفيذي التحلي بالصبر ورباطة جأش قوي لتجاوز هذه المرحلة.