تعرف مختلف الأسواق في الأيام الأخيرة تنوّعا كبيرا للفواكه الموسمية التي تزّين طاولات العرض و»تجذب» المستهلك الذي ينتظر بشغف كبير هذه الفترة المعروفة بوفرة المنتوج كالفرولة والمشمش والكرز...وحتى الأسعار تتّجه نحو منحنى تنازلي.
لكن بالرغم من كل هذا الديكور المميّز الذي يمكن وضعه في خانة الأشياء الايجابية التي يجدها المستهلك، وقد تساهم في وجوده في حالة تفاؤل عند دخول السوق، فان حيل الباعة قد تكبح «ابتهاج» قاصد السوق من خلال استعمال العلب في تقديم السلعة المعروضة في
«موضة» جديدة من أجل «خدمة الزبون في الظاهر، في حين أن الغاية الرئيسية هي عكس ما يتبادر في ذهن الذي يدفع ثمن السلعة التي يشتريها.
فالتجار «يتفنّنون» في وضع الفاكهة بطريقة «غير حضارية» كون العلب تحمل السلعة ذات نوعية منخفضة في الأسفل وترتيب بعض «الحبّات» الجيدة كديكور لجلب الزبون. البعض من هؤلاء الزبائن الذين يتفطنون للحيل، ويطالبون بضرورة «تصليح الوضع» يدخلون في عراك كبير مع التجار الذين يدافعون عن «حيلهم» كأنهم ضحايا، وبطريقة تعكس فعلا عدم احترامهم للزبون الذي يدفع ثمن سلعة ذات جودة ويحمل الفاكهة التي لم يرى منها سوى 20 بالمائة والبقية غير مناسبة للثمن الذي دفعه.
وبالتالي، فإنّه بالرغم من الوفرة الكبيرة للفاكهة في هذا الموسم، إلا أن طريقة التقديم لا تنفع إلا التجار في غالب الأحيان، والذين «يبدعون في عدم إرضاء الزبون بطرق تجعل هذا الأخير يستسلم للأمر ويقتني السّلعة في العلبة وهو يعرف أنه كان ضحية حيلة»، كما قال لنا أحد الكهول: «تعبت من المعارك كل يوم مع التجار، التسوّق في منطق الأشياء أمر إيجابي للشخص الذي يقتني ما يراه مناسبا له في السّوق، لكنّني لاحظت العكس مع كل الحيل التي دخلت الميدان»؟.