تعتبر الكتابة الادبية اضافة فكرية ومعرفية للفضاء التاريخي برمته سواء من جانب التأريخ للأحداث وإبرازها في شكل فني وجمالي او من حيث التوثيق لها وأرشفتها ورقمنتها ،ومما لاشك فيه ان الكتابات التاريخية والشهادات المختلفة قد ساهمتا الى حد كبير في الترويج لمسار الثورة التحريرية اعلاميا وأدبيا ،اقليميا و عالميا ومنحته تلك البصمة الماثلة على العديد من الاعمال التي تمت ترجمتها الى سيناريوهات فنية و اعمال سينمائية .
تزخر المكتبة الوطنية اليوم بأمهات الكتب في الرواية التاريخية و قصائد الشعر الفصيح والشعبي ، اضافة الى العروض المسرحية والأفلام السينمائية وغيرها من الابداعات الحاملة لبصمة الادب كحيز معرفي يملك الذات الفنية والبناء الدلالي للنصوص الادبية .
كثيرة هي الاعمال المنجزة في هذا الصدد من التاريخ العريق تفتح هوامش الكتابة والتوثيق لحقبة مهمة من انجازات ثورتنا العظيمة ، ولن يتأتى لهذه الكنوز الهامة ان تبقى تساير وتواكب تطورات الاحداث دون تسجيل لتلك الشهادات الحية لرجال صنعوا مجد هذا الوطن واحيوا النفوس بعد موتها ، وزرعوا بشائر الامل المفقود على ارض ارتوت بدماء الشرفاء والابطال من ابناءها .
بقدر ما كتبنا او خططنا فإننا لن نوفي عظمة هذه الثورة حقها وعزها ومجدها ، لان البطولات كثيرة والشهادات قليلة باعتبار ان من خاضوا شغف الكفاح والذود عن الحمى غادرونا غير مبدلين ، ما يتوجب علينا العمل على كتابة هذه المآثر وتلقينها للأجيال القادمة وتكون الفيصل بين حماية المآثر من الزوال والتحريف والتهميش والنسيان ، والبقاء على امل العيش في عز وجلال ، فهذه الامراض قاتلة في مجتمع قابل للذوبان في فضاءات اخرى ما لم نسيج انفسنا وأجيالنا من هذه الامراض المستعصية بالأمة وتاريخها.
الكتابة اليوم لا تعني اننا نكتب ونقبل كل شيئ، بل الكتابة هي البحث عن الاخر من خلال سلم القيم وانزال الشهادات حقها من التحميص والكتابة فهي بمنزلة الثورة واكثر أوحرقة واشتعالا .