استطاع الشاب إيمانويل ماكرون صناعة الفارق في انتخابات رئاسية لثامن رئيس للجمهورية الخامسة ويعد وصول التقدمي الى قصر الاليزيه سابقة في تاريخ فرنسا القديم والحديث .. قبله قاد نابليون بونابرت فرنسا وهو في سن الاربعين وهاهو ماكرون صاحب التسعة وثلاثون سنة يفوز بفارق بعيد عن منافسته لوبان ،محدثا شرخا جديدا في مستقبل فرنسا في مثل هذا العمر.قواسم مشتركة تجمع الشخصيتين وان كان فارق الزمن بينهما بعيد إلا ان الواقع اليوم طرأت فيه الكثير من المعطيات و العديد من الفوارق .
مثلما كان منتظرا وراهنت عليه الدوائر السياسية والاستخباراتية في فرنسا وغيرها ..خاض الرئيس الجديد جولته الانتخابية بإسقاط الاحزاب التقليدية من اجندة الرهانات ..فاسحا المجال لتوجه جديد يقود فرنسا نحو عالم اقتصادي برؤى اكثر تفتحا وإصرارا على التخندق داخل المجتمع الاوروبي الخيار الوحيد لفرنسا بعد خروج بريطانيا منه وتغير السياسة الاقتصادية لألمانيا في المنطقة .
امام الرئيس الجديد اصلاح الاختلال الوظيفي فى النظام السياسي الفرنسي بوصفه حجر الزاوية ،ومنه سيكون منطلقه كمتتبع خارج سلطة القرار ما يفرض عليه توجها ليبراليا بروح اشتراكية ، ان رؤيته وهو خارج فواعل العلبة السوداء ، تحتم عليه اليوم بكونه الفاعل الرئيسي والقاضي الاول لفرنسا ،اعادة النظر في مدخلات النسق السياسي والعمل على معطيات يمتلكها متمرس في الاقتصاد وخبير في الاستثمار وشؤون البنوك والمصارف .
توجه فرنسا اليوم في نظر الرئيس الجديد سيكون حتما البحث عن اسواق رابحة بعيدا عن قانون السوق ، مع إعادة بعث العلاقات الثنائية مع الشركاء التقليديين والدائمين في ظل الذكاء الحيوي الذي راهن عليه و لازمه طيلة فترته الانتخابية لم يغير فيه شيئا ، بل بالعكس استطاع العمل على رهانات التخندق في دوائر ليست بالمألوفة لدى الاوساط السياسية ، مكنه ذلك من اسقاط كل قراءات الفشل التي حاول مناوءوه وصفه بها .
بفوز ماكرون..مرحلة جديدة في تاريخ السياسة الفرنسية تتجدد وعهد سيكون له الكثير من المفاجآت السارة والغير منتظرة امام برلمان سيكون على المحك في تعامله مع برنامج الوافد الجديد.