التحليل الأسبوعي

تحدي تمديد تخفيض إنتاج النفط

فضيلة بودريش
06 ماي 2017

على ضوء التقلبات الحادة التي تعرفها السوق النفطية وعدم الاستقرار الذي تشهده الأسعار كونها مازالت متذبذبة، ينظر بترقب كبير لا يخلو من التخوف لاجتماع الـ25 ماي الجاري، من أجل الوقوف مجددا على اتفاق خفض الإنتاج الذي يرجح تمديد العمل به، في ظلّ تسجيل مؤشر سلبي ظهر مؤخرا والمتمثل في تراجع سعر برميل النفط إلى أقل من سقف  50 دولارا ليصل «نهاية الأسبوع الماضي» إلى حدود 47 دولار، بالرغم من أن معظم توقعات الخبراء جاءت في السابق حاملة للكثير من التفاؤل، عندما رجحت استقراره مابين 50 و55 دولارا خلال عام 2017، لذا بدأ التخوف يتجلى بشكل كبير كون ملامح استقرار السوق مازالت لم تتضح بعد، عقب عودة الاضطراب المحسوس في ظلّ افتقاد الأسعار لتماسكها وساهم في تغذية ذلك عامل عدم الانخفاض المتوقع للمخزون الأمريكي.
تفرض بلا شك المستجدات الحديثة التي طبعت ملامح السوق النفطية، إعادة التفكير في تفعيل اتفاق خفض الإنتاج، الذي وقعته دول الأوبك وبعض الدول المنتجة للبترول خارج هذه المنظمة النفطية، في ظلّ الغموض الذي مازال يكتنف آفاق توجهات السوق النفطية، أي كل ما تعلق بالعرض والطلب وتوجه موقف الدول المنتجة من أجل الدفاع عن الاستقرار أو إيجاد بدائل تكون بمثابة حلول لامتصاص تذبذب الأسعار المسجلة بشكل لم يكن متوقعا من قبل.
لا يفصلنا عن الاجتماع حول اتفاق خفض الإنتاج بين الدول الاعضاء في «أوبك» سوى قرابة أسبوعين، لكن في ظلّ تحديات كبيرة ويمكن وصفها بالجوهرية يطبعها الكثير من الغموض، على اعتبار أن أسعار البرميل تشهد أدنى مستوى لها بعد نحو 5 أشهر كاملة من الاستقرار النسبي، ولاشك أن ذلك سوف يحرك مخاوف تسجيل المزيد من الفائض في العرض على مستوى الأسواق العالمية، ويرجح أن يؤثر ذلك ومن جديد على الاستثمارات النفطية، وإن كان المتشائمون يرون أن لقاء الأسبوع الأخير من شهر ماي الجاري، لن يتوصل فيه إلى سقف أعلى من مستويات التخفيض، في حين الرأي المخالف يطمح إلى إيجاد حلول لاستعادة تماسك الأسعار في حدود على الأقل يمكن وصفها بالمعقولة، بل يصف هذا اللقاء بالهام والمصيري ونتائجه من شانها أن ترسم ملامح وأبعاد سوق المحروقات طيلة النصف الثاني من عام 2017، كون الدول المنتجة لن تفوت الفرصة لتقول كلمتها التي تغير الواقع الشاحب، حفاظا على الأسعار ، وتجنبا للسير نحو تسجيل المزيد من التراجع المهدد بلا شك للاستثمارات في مجال ثروة الذهب الأسود، علما أن المنتجين في منظمة أوبك وخارجها كانوا قد اتفقوا على خفض الإنتاج بمعدل 1.8 مليون برميل يوميا طيلة الستة أشهر الأولى من عام 2017، ولم يكن ينتظر أن تتأجج المخاوف حول الإمدادات التي شهدها سوق العرض، أمام عدم حسم روسيا التي تعد من أكبر المنتجين خارج منظمة أوبك في الموقف الذي سوف تجنح إليه، وإن كانت نيتها بالفعل تصب باتجاه استمرار قرار التخفيض، ويقابل كل تلك المؤشرات حقيقة أن مخزونات الخام الأمريكية انخفضت بمقدار 930 ألف برميل فقط بحر الأسبوع الماضى، وجاءت أقل بكثير مما كان ينتظره المحللون، الذين توقعوا في السابق أن يصل الانخفاض إلى 2.3 مليون برميل، ويوصف هذا بأحد العوامل المباشرة التي أثرت على المنحى التصاعدي للأسعار وصعوبة تصحيحها في الوقت الراهن.. فهل يتمكن اجتماع الـ25 ماي الجاري من تعميق خيار التخفيض، حتى تستعيد الأسعار تماسكها أم تبقى السوق في وجه شراسة إمدادات العرض المعتبرة؟.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024