كشفت نتائج الأحزاب المنتمية للتيار الإسلامي في تشريعات 04 ماي عن هشاشة وضعيتها في الساحة السياسية ومدى انشطارها منذ رحيل الزعماء التاريخيين لها على غرار الشيخ محفوظ نحناح، حيث لم تحصل تحالفات الاتحاد من أجل النهضة والبناء وتحالف حركة مجتمع السلم وحركة الإصلاح الوطني وإذا ما احتسبنا تجمع أمل الجزائر “تاج” وجبهة الجزائر الجديدة إلا على 69 مقعدا وهي حصيلة ضعيفة وبعيدة جدا عن تطلعات قيادات هذه الأحزاب قبل بدء التشريعيات على الأقل.
وكانت الأحزاب الاسلامية التي دخلت تشريعيات 2012 تحت راية تكتل الجزائر الخضراء قد تحصلت على 47 مقعدا وعليه فمختلف الاستحقاقات التي مرت أكدت بأن الأحزاب الاسلامية قد تراخت وتلاشت أمام عجزها عن تنظيم نفسها والتموقع في الساحة السياسية.
وقد اجتمعت الكثير من العوامل التي جعلت هذا التيار يندثر ولعل أهمها حرب الزعامات بين قيادتها التي استهلكت كل طاقات الأحزاب وجعلتها تنشطر وتستقل وتشكل أحزابا موازية خاصة بعد خروج عبد المجيد مناصرة وعمار غول من حركة مجتمع السلم، وكذا احمد بن عبد السلام من حركة النهضة في 2007 .
وحتى محاولات لم الشمل والتخلص من الشتات بعد تحالف حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير لم يفض إلى نتائج كبيرة بل تحصل تحالف “حمس” على 33 مقعدا الأمر الذي سوف لن يشفع لرئيس الحركة عبد الرزاق مقري الذي يسعى بكل الطرق لفرض سياسة غير واضحة من خلال تخندقه مع المعارضة وانفراده بالحوار مع السلطة، ومحاولته التصدي لأبو جرة سلطاني الذي لم يخف تذمره من الواقع الذي آلت اليه الحركة وتمرده في الكثير من الأحيان على القيادة وهو ما ينبئ بحركية كبيرة بعد تشريعيات 2017.
ومن الأسباب التي جعلت هذا التيار يتقهقر هو ما يحدث في دول الربيع العربي والحروب الاعلامية التي تخوضها الأحزاب الاسلامية التي باتت محل شبهات ومشاكل كبيرة جعلتها تفقد بريقها الشعبي ومع ازدياد مظاهر العولمة وفشل النموذج التركي بعد الأزمة السورية كلها عوامل أدخلت هذا التيار في نفق مظلم لن تقدر على الخروج منه بسلام.