أثبتت الهيئة الناخبة مرة اخرى حرصها على المشاركة في الموعد الانتخابي لخامس برلمان تعددي في الجزائر، وبمشاركتها في الادلاء بأصواتها منذ الساعات الاولى من يوم امس، تكون الهيئة الناخبة قد ادت واجبها على اكمل وجه، مفندة كل ما روجت له بعض الاوساط الداعية الى مقاطعة هذا الاستحقاق الانتخابي، مكذبة بعض الاوصاف والأحكام الجاهزة والمجحفة في حق موعد انتخابي هو الفيصل في التعبير بالأصوات.
المشاركة وان كانت في بداياتها محتشمة ومقبولة الى حد ما فانها مع الاعلان عن النتائج الاولى تكون قد وصلت النسب الى معدلها المنتظر او اكثر بكثير، هذا يعني ان المواطن الجزائري يعي جيدا ان قيم المواطنة والتحلي بالروح الوطنية ليست سلعة يروج لها بقدر ماهي متجذرة في اخلاقيات وسلوك المواطن عبر التاريخ، وما فترة العشرية الحمراء إلا منعرجا حاسما استطاع من خلالها المواطن الجزائري ان يجمع شتاته ويلم بريقه المفقود، وينصهر في وجه الظلامية ودعاة الفتنة ومروجي سموم المقاطعة، اولئك الذين يحاولون الاصطياد في المياه العكرة، ويغتنمون الفرص ويتربصون بأبناء الوطن المفدى.
مرة اخرى نقف على حجم هذه المشاركة المتميزة، ومن كل الاطياف والأعمار، يلتقون كلهم في خط واحد وعلى كلمة واحدة همهم أن في ذلك تكون الاصوات المعبر عنها تحمل دلالة واضحة وردا وجيها لدعاة الفشل.
إن التصويت الانتخابي بقدر ماهو واجب يفرض ذاته فهو ايضا سلوك يحمل العديد من الدلالات، وليس من الاخلاق ان لا ندعو هؤلاء الى جادة القول والتفكير في عواقب الامور لان الاملاءات والايعازات الخارجية سرعان ما تفضحها شمس الحقيقة وينجلي امامها ليل العتمة فالوطن اكبر من كل التفاهات لانه يسع كل ابناءه الشرفاء والخيرين.
مرة اخرى يصنع المواطن الجزائري حاضره ومستقبله محافظا على بصمته المعهودة في الكثير من المواقف بعيدا عن اية ضغوطات او املاءات مهما كان نوعها، ويسمع في الاخير صوته المعبر عنه ليكون موعد 4 ماي تاريخا مفصليا في الحضور لا في الغياب.