يتوجه الجزائريون، اليوم، إلى مراكز الاقتراع لانتخاب ممثلين عن ولاياتهم في المجلس الشعبي الوطني. هذا الموعد، الذي يحل علينا كجزائريين بعد أشهر من دعوة رئيس الجمهورية الهيئة الناخبة إلى الانتخابات التشريعية، موعد انتخابي لا تقل أهميته عن باقي المحطات التاريخية من الثورة المباركة إلى التحرير والاستقلال ثم البناء والتشييد والمضي قدما للحاق بركب الدول المتطورة والمحصنة أمنيا واقتصاديا. فلماذا كل هذا الجدل المثار حول أحد القضايا الوطنية الأساسية في بناء الدولة، لماذا العزوف ولماذا التذمر؟.
مع كل هذه التساؤلات، لن ننكر السلبيات والنقائص التي تؤرق يوميات الإنسان الجزائري الذي أرهقه تدني القدرة الشرائية لأسباب متداخلة، خلفيتها أزمة اقتصادية عالمية هي الأصعب من نوعها في تاريخ البشرية، أمام اتساع بؤر الإرهاب والتوتر الأمني إقليميا وحتى داخل البلاد. أليس ما تحبطه يوميا عناصر الجيش الوطني الشعبي وباقي الأسلاك الأمنية الوطنية من مؤامرات إرهابية وجريمة منظمة دليلا على ذلك؟
كل ذلك لم يخطئ في التذكير به قادة الأحزاب السياسية خلال الحملة الانتخابية لتشريعيات ماي ولم تكن خطاباتهم فارغة من الإشارة إلى جملة التهديدات التي تتربص بالبلاد، منه خطر خيار المقاطعة وبلوغ درجة الاحتقان السياسي إلى إلغاء الانتخابات، ثم الدخول في متاهة مرحلة انتقالية قد ينادي بها أعداء الجزائر في الخارج والداخل ممن هم من لحمنا ودمنا ولنا معهم عدة قواسم مشتركة، إلا تلك المتعلقة بالوحدة الوطنية والتماسك الوطني، الذي يشهد له أنه لبنة أساسية بين أبناء البلاد، تعكس قوته صمود الجزائر أمام عدة محاولات للتقسيم وزعزعة استقرارها.
ومن المؤكد أننا معشر الجزائريين نتفهم هموم بعضنا في الجنوب والشرق والغرب والوسط وعلى الحدود وخارج الوطن، مشاكل تحل بالسلاسة في العمل والتعامل وليس التعنت والغضب والامتناع عن ممارسة الحقوق والواجبات الوطنية، وهنا تقع مصلحة البلاد والعباد، باعتبار الأولى أمانة للأجيال، والثانية مسؤولية يتقاسمها الشعب وممثلوه في مختلف المجالس المنتخبة والدولة بحد ذاتها بامتدادها إلى كافة الهيئات والسلطات العمومية المحلية، تقع على عاتق وذمة كل جزائري، من المفروض أن يتخلص من أنانيته الاجتماعية ويترفع عن مطالبه وانشغالاته في ظروف ومواعيد مماثلة وإن ذلك لأقل ما يمكن أن يقدمه المخلصون لوطن يحرص قادته، مهما كثرت زلاتهم وأخطاؤهم، على توفير شروط الراحة والرفاهية لشعبهم.
فمن أجل الجزائر، فكر في ماضيك وحاضرك ومستقبل أبنائك ومن يرث المسؤولية بعدك واختر الجزائر – انتخب الوطن.