يمكن اعتبار المشاركة القوية للشباب في الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي الجاري، والعدد الكبير للمترشحين الذين ينتمون لهذه الفئة، رسالة قوية للمشككين في قدرة الجيل الحالي على التعبئة والتحسيس والإقناع واستقطاب الأصوات وتحمل المسؤوليات التشريعية والتنفيذية، ومؤشرا كبيرا على أن برلمان 2017 سيكون برلمانا يحوي نسبة كبيرة من الشباب.
حاول البعض قبل وأثناء الحملة تهميش تواجد المترشحين الشباب، والتقليل من دورهم داخل الأحزاب، وإعطائهم أدوارا هامشية لا تتجاوز التنظيم والتصفيق ووضع الملصقات الإشهارية. لكن تلك الفئة تجاوزت كل العراقيل والمعوقات، واستطاعت أن تسجل حضورها في خوض الانتخابات بكل ثقة، وتساهم في إعداد البرامج، واحتلال الصفوف الأمامية خلال الحملة.
هؤلاء الشباب تتوفر فيهم صفات وخصائص تؤهلهم للعمل السياسي وتمثيل المواطنين في البرلمان، الذي لن تعاد له الحياة ودوره المنوط به إن لم تضخ فيه دماء ووجوه جديدة مؤهلة لمسؤولية التشريع وإسماع مشاكل وانشغالات المواطنين. ولا مبالغة إن قلنا بأن الشباب بإمكانه القيام بذلك الدور، وهو الذي اثبت منذ انطلاق الحملة الانتخابية مدى قدرته على الإقناع والوصول إلى مختلف شرائح المجتمع والتفاعل مع قضايا الوطن والمواطن، وأعطوا الأمل في أن يكون لهم نصيب وافر من مقاعد البرلمان.
صحيح أن البعض منهم لا يملك الخبرة الكافية في العمل البرلماني، لكنهم سيكتسبونها مع مرور الوقت مثلما اكتسبها نواب سابقون، ومن المؤكد أن الشباب الذي يعيش اليوم تحولات العصر وتطوراته أقدر على معرفة قضايا وتحديات الوطن، برؤية شبابية طموحة لغد أفضل وروح متجهة نحو مستقبل مشرق، يعمل على تنفيذ خطط واقعية لانتشال الأجيال القادمة من حالة الإحباط واليأس، وخدمة الجزائر والجزائريين بكل جد وتفان.
في تشريعيات هذا العام سيكون الناخبون على موعد مع كتابة التاريخ بالتصويت على مترشحين شباب أكفاء لتمثيلهم في البرلمان، معتمدين في اختياراتهم على الأسس التي تتماشى مع الحاضر والمستقبل، بعيدا عن أن أي انتماء لا يخدم مصلحة الوطن، وهم بذلك يضعون ثقتهم في صناع التحول والتجدد وحاملي الأفكار المنطقية والبرامج الواقعية.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.