ممارسة دأب عليها رئيس الجمهورية في كل الظروف مطمئنا الجزائريين بما يتوجب فعله من اجل جزائر تتسع للجميع تختلف حولها رؤى البناء وزوايا التحاليل والمواقف لكن تتفق في الجوهر: البقاء اوفياء لرسالة من نادوا بأعلى الصوت “اذا استشهدنا حافظوا على ذاكرتنا”. هذه الرسالة غير المشفرة والرؤية الاستشرافية هي خارطة طريق تتبع من اجل استكمال المسار بروح المسؤولية واستقلالية قرار لا يقبل المساس مهما كانت الاحوال وكثرت الضغوطات.
على هذا المنوال خاطب الرئيس الضمائر الحية ودغدغ المشاعر والعقول وحسسهم بالواجب الانتخابي الذي اتخذت بشانه التدابير وجندت الموارد البشرية ونظمت لقاءات ودورات تكوينية للموظفين بغرض التحلي بروح الواجب وتأدية المهام على اكمل وجه واضعين الاستحقاقات في اعلى الحسابات والشان بصفتها محطة مفصلية في مسيرة تقوية المؤسسات التشريعية ومصداقيتها ومكانتها في الخارطة السياسية المشكلة بعد المراجعة الدستورية.
تحدث الرئيس بوتفليقة وكعادته في الظروف الاستثنائية عن ابعاد الاستحقاقات ودلالاتها ومغزاها مطمئنا الجميع بان الموعد الذي تتاهب البلاد إليه يوم الخميس هو عرس ديمقراطي يحرص على انجاحه الأعوان العموميون والمسئولون والتشكيلات السياسية والهيئة المراقبة والمواطنون الذين يشكلون الرهان وقاعدة التوازن في المعادلة السياسية .
تحدث الرئيس عن الجهود التي بذلت في سبيل تهيئة المناخ للعمل السياسي والتشريعي مذكرا بالانجازات التي جاءت في وثيقة أسمى القوانين أعطت ضمانات للمعارضة ولو أقلية بلعب دورها الكامل وإسماع صوتها وإيصال شكواها خلال مراقبة الأداء الحكومي وإخطار الهيئات الدستورية بخروقات ما ، مذكرا بمكاسب تم دسترها لا تسمح بالمساس مرة اخرى ولا تقبل القفز عليها.
هذه المكاسب هي التي تفرض على المواطن كسر حاجز الخوف والتردد وعدم الإستماع لمن يسيرون عكس التيار المرافعين لاشياء ما انزل الله بها من سلطان مغمضين الاعين تجاه التحديات الكبيرة التي تستدعي التلاحم وتفرض الخيار الحتمي.
هذه المكاسب وان تعترضها احيانا اختلالات تستدعي العلاج بالتأني والهدوء بعيدا عن التهويل والغوغائية، تفرض الذهاب الى صناديق الاقتراع للتصويت على البرامج الأكثر مصداقية في التكفل بهموم المواطن وحمل إنشغالاته والإلتزام بالوعود دون التنكر لها بعد الفوز والتمادي في النظرة السلبية التي ترى عامة الناس مجرد وعاد انتخابي.