نحيي الذكرى 59 لانعقاد مؤتمر طنجة المغاربي، ونحن لازلنا نتجرع، وللأسف، طعنات الأشقاء الذين لا يتركون مناسبة إلا وتهجموا على الجزائر، بتلفيق تهم لا أساس لها من الصحة.
سمعنا مؤخرا ادّعاء أن الجزائر طردت رعايا سوريين نحو الحدود المغربية، والعكس هو ما وقع، بلادنا تحسن ضيافة الأشقاء وتتعامل معهم بإنسانية وطيبة مثلما ينص عليه ديننا الحنيف.
التاريخ أبلغ حجة على مواقف الجزائر التاريخية منذ الاحتلال الفرنسي لأراضينا وقبله، بل نحن الذين سجلنا خيانة الجيران، وعلى الرغم من ذلك سكتنا ودافعنا عنهم في اطار وحدة دول شمال إفريقيا، قدمنا لهم الجميل في كل مرة ولم ننكر مساعدتهم لشعبنا إبان الثورة. للأسف، حكومتكم أحاطت نفسها ببطانة السوء ومستشارين صهاينة يسدون لحكومة المخزن النصائح السيئة التي تعمل على إحداث التفرقة بين الإخوة التي لم تنجح مع شعوب المنطقة التي يربطها نفس المصير المشترك والجغرافيا واللغة والتقاليد.
لكن حكومتنا علمتنا عدم الرد على مثل هذه التجاوزات، كون الدبلوماسية الجزائرية لها تاريخ عريق، ومواقفها نابعة من مبادئ بيان أول نوفمبر 1954، الله غالب لا يمكنني السكوت عن هذه الحملة الشرسة ومن واجبي الدفاع عن بلدي.
نقول لأشقائنا في المغرب، كفى تهجما على الجزائر واستحوا مما تفعلونه، عليكم الارتقاء بالمستوى قليلا، فالجزائر أرفع من أن تجاري سقط الكلام فلديها قضايا مهمة تدافع عنها.