لعل ما يميز الحملة الانتخابية الخاصة لتشريعيات ٤ ماي القادم، التي تؤسس للفترة التشريعية الثامنة، ممارسات جديدة تختلف تماما عن تلك المألوفة في الاستحقاقات الماضية، إذ برز جليا تأثير الفضاء الأزرق، إلى درجة غلب لجوء المرشحين إلى وسائل التسجيل السمعية البصرية؛ ملاحظة سجلتها وأكدتها الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات.
يكون هاجس العزوف عن أداء الفعل الانتخابي، وراء تركيز المرشحين بدرجة كبيرة على الشبكات الاجتماعية لما لها من تأثير، لاسيما وأن ملايين الجزائريين يستعملونها يوميا، لتحل الشبكة العنكبوتية محل الوسائل الثقيلة، ممثلة في التلفزيون والإذاعة.
ما يؤكد هذا الطرح، عدم إقبال المرشحين على إعداد تسجيلات سمعية بصرية بقوة، كما في السابق، إذ لم تتجاوز النسبة 17٪ في غضون الأيام العشرة الأولى من عمر الحملة الانتخابية.
ورغم تركيزهم على شبكات التواصل الاجتماعي عموما، والفايسبوك بدرجة كبيرة، إلا أن الأيام المقبلة قد تسجل تحول المرشحين إلى التلفزيون والإذاعة العموميين، الوحيدين المخولين فقط بث تسجيلاتهم، لأن الأيام الأخيرة ستكون حاسمة. كما أن الحملة الانتخابية ستعرف ذروتها، عكس الأيام الأولى التي تتميز دائما بالفتور.
إلى جانب التركيز على شبكات التواصل الاجتماعي، فإنه وموازاة مع التجمعات الشعبية التي نشطها قادة الأحزاب وكذا الأحرار، تفرغ المترشحون ومتصدرو القوائم، إلى العمل الجواري، مقتربين من المواطنين، ما مكنهم من الاستماع إلى انشغالاتهم من جهة، كما استغلوا المناسبة لإقناعهم بمنحهم أصواتهم، ما يمكنهم من تمثيلهم بالمجلس الشعبي الوطني.