تهديدات كثيرة يواجهها العالم في أكثر من موقع ودولة، فبالاضافة الى الحروب الأهلية التي تلتهم أمن ووحدة بلدان عربية عديدة، نرى الارهاب قد تغوّل وتمدّد ووضع الجميع في مرمى ضربات تنظيماته الدموية المتوحشة التي لا تكبحها حدود ولا تردعها حروب..
ومثل الارهاب الذي يحصد أرواح الأبرياء ويستلذّ على وجه الخصوص بدماء العرب والمسلمين، دخلت المجاعة على الخط لتشاركه مهمة الفتك بحياة ملايين الناس، الذين وجدوا أنفسهم بين سندان جور الانسان، ومطرقة غضب الطبيعة، يسقطون تباعا في صمت ودون أن يلتفت اليهم أحد، مع أن العالم الغربي المترف، بإمكانه بأموال صاروخ «توماهوك» واحد مماثل للصواريخ الـ٥٨ التي دكّ بها ترامب القاعدة العسكرية بسوريا قبل أيام، أو كلفة «أم القنابل» التي أطلقها على أفغانستان، أن تنقذ حياة آلاف الجياع في اليمن، ودولة جنوب السودان والصومال ونيجيريا..
حجم التهديدات في العالم، لا ينتهي هنا بل يمتد ليطال حياة ملايين اللاجئين والمهاجرين الآخرين من جحيم الحروب والظروف المعيشية القاهرة، ففي عرض البحار تنتهي رحلة الآلاف، ومن يصل الضفة الأخرى، لا يجد الجنة في انتظاره، بل في أغلب الأحيان يرافقه الجحيم إلى هناك.
أجواء من العنف، والخوف وعدم الاستقرار أصبحت تطبع العالم وفي ظلّ هذا الواقع الداكن، تراجع الاهتمام بقضايا الشعوب التي تعيش تحت نير الاحتلال وتنشد الحرية.
فاليوم لم يعد أحد يلتفت إلى القضية الفلسطينية بعد أن انشغل الجميع بإذكاء النار التي تحرق سوريا، ونفس المصير تواجهه القضية الصحراوية، حيث يستغل الاحتلال المغربي هذا الواقع العالمي المريض، لعرقلة جهود الحل، وترسيخ سيطرته بالتقادم على آخر مستعمرة في افريقيا.
وليس الجانب الأمني هو الذي بات يشكّل شوكة في خاصرة العالم، بل حتى الاقتصاد أصبح يعاني في أكثر من دولة ويلقي بظلاله الحالكة على الاستقرار السياسي والاجتماعي للعديد من الشعوب.
في الواقع لا يمكن حصر التهديدات التي أصبحت كالسيف المسلط على أمن وسكينة العالم، فهي عديدة ومتباينة لكن السؤال المطروح، هل يمكن مواجهتها وقهرها، أم أنها أصبحت قدرا محتوما لا يمكن غلبته؟
أعتقد بأن الكثير من التهديدات هي من صنع الانسان، وتجاوزها أمر ممكن بإرادة حقيقية وتعاون وتنسيق جدي بين الدول، خاصة الكبيرة منها التي أصبحت ـ للأسف الشديد ـ مصدرا للكثير من البلاء الذي يعمّ المعمورة.