حتـى لا يختصــر يــوم العلـم في مجرد طقوس احتفالية

أمين بلعمري
15 أفريل 2017

لا شك أن  16 أفريل أو ما أصطلح على تسميته بيوم العلم يعكس مدى تقديس الشعب الجزائري للعلم والعلماء فاختيار هذا التاريخ ارتبط بتاريخ وفاة مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الشيخ عبد الحميد بن باديس - رحمه الله- ولابأس من التذكير في هذا الصدد أنه قليلة هي الدول التي تخصص يوما في السنة للاحتفال بالعلم وهذه نقطة تحسب لبلادنا ولكن رغم ذلك يبدو أننا لم نفهم جيدا المغزى الحقيقي لهذا اليوم ولا الرمزية التي يحملها واكتفينا بالجانب الاحتفالي الفلكلوري في حين كان من المفروض أن يكون محطة تقييم سنوية لمدرستنا بمختلف أطوارها وجامعاتنا بكل تخصصاتها وخاصة ما تعلق بالبحث العلمي لأن التحديات تغيرت ومعها تغيرت الرهانات، فإذا كانت مهمة النخبة المثقفة خلال الاستعمار تقتصر على زرع الوعي الوطني ومحاربة الجهل وكان يكفيها أن يعرف الجزائري أنه ليس مجرد مسلم فرنسي أما اليوم فالتحدي الحقيقي أصبح يبدأ من مدرجات الجامعة ومخابرها والرهان هو استكمال الاستقلال السياسي الذي يبقى منقوصا ما دام مأكلنا ومشربنا ودواؤنا بيد غيرنا وعندها ندرك أن خلاصنا الوحيد من هذه التبعية المشينة هي المصالحة مع العلم من خلال إشراك النخب المثقفة في صياغة وصنع القرار وإشراكها والاستماع إليها، فالدول المتقدمة وصلت إلى ذلك بفضل الاعتماد على مراكز التفكير والبحث وكذا الاستثمار في المادة الرمادية وباستيرادها من الخارج إن تطلّب الأمر كما تفعل كل الدول المتقدمة التي تعج مخابرها البحثية بالعقول المستوردة وتوفر لها كل الظروف الملائمة للإبداع بينما تتفرج الدول المتخلفة على نزيف الكفاءات والعقول كما يحصل تماما مع خيراتها ومقدراتها الأخرى.
إن يوم العلم يجب أن يكون يوما لتثمين الجهد الفكري والبحث العلمي من طرف الدولة الجزائرية في أسمى مؤسساتها ممثلة في رئاسة الجمهورية وعلى يد رأس الهرم في هذه المؤسسة وهو رئيس الجمهورية من خلال استحداث جائزة أو وسام رئيس الجمهورية للبحث العلمي يسدى سنويا لأحسن بحث علمي وأتصور أن هذا سيكون أحسن تكريم وتقديس للعلم والعلماء في الجزائر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024